الكنيسة تحتفل بعيد القديس جان ماري فيانيي. رئيس مجمع الإكليروس يترأس القداس الإلهي في أبرشية آرس

يصادف تاريخ 4 من آب أغسطس الاحتفال بعيد القديس جان ماري فيانيي المعروف بخوري آرس شفيع كهنة رعايا العالم، وكان البابا بندكتس السادس عشر قد أعلن سنة كهنوتية في الذكرى الخمسين بعد المائة لوفاته افتتحها في البازيليك الفاتيكانية في التاسع عشر من حزيران يونيو تزامنا والاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس واليوم العالمي للصلاة من أجل تقديس الكهنة، وقد ذكّر البابا بدعوة يسوع "للثبات في محبته" وبأهمية التوبة وقال إن الكنيسة بحاجة لكهنة قديسين وخدام يساعدون المؤمنين على اختبار محبة الرب الرحيمة.

القديس جان ماري فيانيي من مواليد دارديي بالقرب من ليون ـ فرنسا في الثامن من أيار مايو 1786. أجاب على دعوة الرب وهو في السابعة عشرة من العمر وسيم كاهنا عام 1815، وبعد ثلاثة أعوام أُرسل إلى قرية آرس، حيث أعاد إنعاش إيمان أبناء الرعية من خلال صلاته وطريقة عيشه على وجه الخصوص، وأنشأ ميتم "العناية الإلهية" واهتم بالفقراء وذاعت شهرته سريعا كمعرّف، فهرع إليه حجاج كثيرون بحثا عن التوبة لله وسلام القلب، وكان همه الأوحد خلاص النفوس، وقد تمحورت دروس التعليم المسيحي وعظاته بنوع خاص حول صلاح الله ورحمته. توفي في الرابع من آب أغسطس عام 1859.

رُفع خوري آرس إلى مجد المذابح طوباويا في الثامن من يناير كانون الثاني 1905عامِ إعلانه أيضا "شفيع كهنة فرنسا"، وأصبح قديسا خلال حبرية البابا بيوس الحادي عشر عام 1925 (عام تقديس تريزا الطفل يسوع)، وفي عام 1929 تم إعلان القديس جان ماري فيانيي "شفيعا لجميع كهنة رعايا العالم". هذا وتستضيف آرس كل عام أربعمائة وخمسين ألف حاج، وقد زارها البابا يوحنا بولس الثاني عام 1986.

واحتفالا بعيد القديس جان ماري فيانيي المصادف تاريخ اليوم الرابع من آب أغسطس، ترأس الكردينال كلاوديو هوميس رئيس مجمع الإكليروس القداس الإلهي صباح الثلاثاء في أبرشية آرس بحضور حشد غفير من المؤمنين والحجاج، قدموا من أنحاء مختلفة من فرنسا.

وفي عظته للمناسبة، استعرض الكردينال هوميس حياة القديس جان ماري فيانيي الذي خدم في قرية آرس من عام 1818 وحتى وفاته في 4 من آب أغسطس 1859، وقال إن الأب الأقدس يذكّرنا بأن فعالية خدمة الكهنة تعتمد قبل كل شيء على الكمال الروحي وأضاف أنه كلّف مجمع الإكليروس أيضا بمهمة تعزيز وتنسيق المبادرات الروحية والرعوية إحياء للذكرى الخمسين بعد المائة لوفاة خوري آرس، وأضاف أن الكنيسة تشكر الله من أجل الكهنة وتريد ـ خلال هذه السنة الكهنوتية ـ مؤازرتهم في الصلاة ومرافقتهم على طريق الأمانة ومساعدتهم والتعاون معهم في مهمتهم الرعوية.

وتابع الكردينال هوميس قائلا إن حياة القديس جان ماري فياني غنية بالتعاليم وبدا مثالا للكهنة من خلال حياة الإيمان والمواظبة على الصلاة وروحانيته العميقة وتواضعه وفقره وجعْله الذبيحة الإلهية مركز حياة أبناء رعيته، ومن خلال خدمة لم تعرف التعب في كرسي الاعتراف ومحبة كبيرة للفقراء وكل فرد من رعيته.

وأضاف الكردينال هوميس أن من ينظر دوما للمسيح ـ على غرار القديس جان ماري فيانيي ـ من خلال صلاة متواصلة وحب غير مشروط يستطيع أن ينال قوة الروح ويصبح كيسوع الراعي الصالح الذي يبذل حياته من أجل كثيرين. كما ودعا رئيس مجمع الإكليروس الإخوة والأخوات في المسيح لرفع الصلاة يوميا وبلا انقطاع كي يرسل رب الحصاد فعلة لحصاده وختم عظته في عيد القديس جان ماري فيانيي قائلا: "فلنسبح الله من كل قلبنا على الخلاص الذي أعطاناه بابنه يسوع المسيح".