2009-07-23 16:29:14

مداخلة الكرسي الرسولي أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة: إستراتيجية إنسانية لمساعدة الأكثر عوزا


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة في 20 من الجاري أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي للمنظمة حول الشؤون الإنسانية، استهلها بالقول إن الكوارث الطبيعية وتلك التي يسببها الإنسان تضرب سنويا ملايين الأشخاص في العالم، وأشار إلى أن النزاعات المسلحة المزمنة اجتاحت المجتمعات في أنحاء مختلفة مع أعداد لا تحصى من الضحايا المدنيين وأضاف أن الكرسي الرسولي يعتبر هذا الحوار الإنساني بمثابة فرصة لتسليط الضوء مجددا على التحديات المتواصلة والحاجة لإجابة فعالة ملموسة يرافقها التضامن وتعزيز كرامة الجميع.

تحدث المطران تومازي عن انخفاض عدد اللاجئين في العام 2008، ولكنه أشار إلى أن أكثر من عشرة ملايين رجل وامرأة وطفل يعيشون حتى اليوم في مخيمات للاجئين، وأن ستة وعشرين مليون شخص لا يزالون نازحين داخل بلادهم جراء النزاعات الماضية والحاضرة وغياب الأمن والاضطهاد، ولفت أيضا إلى أوضاع طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين وضحايا الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية.

ذكّر المطران تومازي بأن المسؤولية الأساسية في حماية حياة المدنيين تقع بالدرجة الأولى على عاتق السلطات الوطنية والأطراف المورطة في النزاع المسلح، وأضاف: فيما يسعى المجتمع الدولي للحيلولة دون اندلاع النزاعات من البديهي أن تعترف جميع الأطراف بمسؤوليتها الخاصة في حماية حياة المدنيين والاحترام الكامل للقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني ومن بينها تلك المتعلقة بحماية العاملين الإنسانيين وإمكانية بلوغ الأشخاص المعوزين بدون عراقيل.

هذا وذكّر المطران تومازي في كلمته أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة بأن المجتمع الدولي يبقى عاملا أساسيا وضروريا لمساعدة السلطات الوطنية على مواجهة الأزمات، وقال إن الكرسي الرسولي يشدد على دور المجتمع المدني الأساسي في حالات الطوارئ.

أشار المطران تومازي إلى أن التحديات القديمة والجديدة هددت قدرة العاملين الإنسانيين على تقديم المساعدة لملايين الضحايا، وأضاف أن الأزمة الغذائية قد أدت إلى تخفيض توزيع الطعام في المناطق المتضررة من الجوع وفي مخيمات اللاجئين ومراكز الاعتقال وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية تهدد بتخفيض تمويل الوكالات والمنظمات الإنسانية، مثنيا في الآن الواحد على التزام دول عديدة في تقديم المساعدة على الرغم من هذه الأزمة.

ودعا مراقب الكرسي الرسولي لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف السلطات الوطنية والمجموعات المورطة في النزاعات المسلحة لاحترام قواعد القانون الدولي الإنساني لاسيما معاهدات جنيف وأشار إلى أن أعمال العنف الجنسي المتواصل ضد النساء والفتيات داخل مخيمات اللاجئين وحولها ينتهك كل مبدأ للقانون الدولي وأضاف: لا يجوز تجاهل الحقوق الإنسانية في حالات الطوارئ، شأن الحق في العمل والتعليم والنمو الشخصي.

وفي ختام كلمته أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة، أكد المطران سيلفانو تومازي التزام الكرسي الرسولي في تلبية حاجات كل المتضررين من الأزمات الإنسانية وتلك التي يسببها الإنسان، بغض النظر عن الإتنية أو المعتقد الديني.








All the contents on this site are copyrighted ©.