2009-07-19 16:43:10

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


واجتمع الرسل عند يسوع وأخبروه بجميع ما عملوا وعلموا. فقال لهم: "تعالوا أنتم إلى مكان قفر تعتزلون فيه واستريحوا قليلا". لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين حتى لم تكن لهم فرصة لتناول الطعام. فمضوا في السفينة إلى مكان قفر يعتزلون فيه. فرآهم الناس ذاهبين وعرفهم كثير منهم، فأسرعوا سيرا على الأقدام من جميع المدن وسبقوهم إلى ذلك المكان. فلما نزل إلى البرّ رأى جمعا كثيرا فأخذته الشفقة عليهم لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها، وأخذ يعلمهم أشياء كثيرة. (مرقس 6/30-34)

 

قراءة من كتاب الاقتداء بالمسيح

 

إن ليسوع المسيح الآن تبّاعا كثيرين يرغبون في ملكوته السماوي، أما حاملو صليبه فقليلون. كثيرون يبتغون تعزيته أم مبتغو مضايقه فقليلون. كثيرون يشاركونه في المائدة أما شركاؤه في التقشف فقليلون. الجميع يرغبون في أن يفرحوا معه أما الذين يريدون احتمال شيء من أجله فقليلون. كثيرون يتبعون يسوع إلى كسر الخبز أما تابعوه إلى شرب كأس الآلام فقليلون. كثيرون يكرمون معجزاته أما الذين يتبعونه في عار الصليب فقليلون. كثيرون يحبون يسوع ما دامت المحن لا تنتابهم. كثيرون يسبحونه ويباركونه ما داموا يحصلون على بعض تعزياته؛ فإن توارى يسوع وتركهم قليلا، سقطوا في التذمر أو في فشل مفرِط.

أما الذين يحبون يسوع لأجل يسوع لا لأجل تعزيتهم الذاتية، فإنهم يباركونه في كل مضايقهم وكَرْب قلوبهم كما في أعظم التعزيات. ولو شاء أن لا يعطيهم التعزية أبدا، فهم مع ذلك يسبحونه دائما، ودائما يبتغون شكره. آه! ما أقوى حبَّ يسوع، إذا كان خالصا لا يشوبه شيء من الحب الذاتي أو المصلحة الشخصية! (السفر الثاني، الفصل الحادي عشر)








All the contents on this site are copyrighted ©.