البابا تسلم أوراق اعتماد سفير هايتي الجديد لدى الكرسي الرسولي

تسلم البابا بندكتس الـ16 صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أوراق اعتماد السيد كارل هنري غيتو السفير الجديد لدى الكرسي الرسولي ووجه إليه كلمة في المناسبة أشاد فيها بالمعاهدة التاريخية الأقدم في القارة الأمريكية بين الكرسي الرسولي وهايتي والتي سيحتفل بيوبيلها الخمسين بعد المائة في 26 من آذار مارس عام 2010.

سطر الأب الأقدس في كلمته توالي الكوارث الطبيعية في هايتي الأشهر الأخيرة وبنوع خاص الأعاصير التي خلفت الكثير من الدمار والتشريد وألحقت خسائر كبيرة في قطاع الزراعة وأوقعت العائلات في أزمة خانقة. وأمل دعم الجماعة الدولية وتضامنها الملموس مع هايتي وأسرها المحتاجة التي هاجر قسم كبير منها إلى الخارج طلبا لموارد عيش لائقة وكريمة، كما تمنى أن تأتي الحلول عاجلة وناجعة في جمع شمل العائلات.

وتطرق البابا إلى موضوع البيئة ومشاكلها في أعقاب الكوارث الطبيعية العنيفة التي ضربت البلاد، فدعا إلى حماية البيئة وصونها قائلا إنها تحد كبير لأنها دفاع عن خير مشترك وعام وهي مسؤولية تحث الأجيال الحالية على توفيرها للأجيال القادمة. كما لفت إلى الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية وعواقبه التي تعود سلبا على حياة الناس الأشد فقرا، والتي لا يمكن مواجهتها إلا بخيارات سياسية اقتصادية تتوافق والكرامة البشرية والتعاون الدولي الفعال.

هذا وشدد بندكتس الـ16 في كلمته لسفير هايتي الجديد على دلائل الرجاء والأمل في بلاده التي تتجلى في احترام القيم الإنسانية والمسيحية في المجتمع الهايتي كاحترام الحياة وحس المسؤوليات والإيمان بالله الذي لا يترك أحدا. كما أثنى على جميع الذين يسهمون بكل الوسائل لصون الحياة البشرية وإعادة اعتبار حياة المؤسسة العائلية وتعزيز قيمة الزواج في الحياة الاجتماعية.

ودعا الحبر العظم إلى إيلاء تربية الشباب من أجل مستقبل البلاد اهتماما كبيرا وهي ضرورة ملحة لتطوير نوعية الحياة البشرية على الصعيد الفردي والاجتماعي. ولفت إلى أن أشكالا مختلفة من الحرمان الثقافي تسبب بانتشار الفقر، وفي هذا المجال تقدم الكنيسة الكاثوليكية في هايتي إسهامها البارز عبر مؤسساتها التربوية العديدة والمنتشرة في المناطق الريفية النائية.

وفي ختام كلمته، حض البابا الجماعة الكاثوليكية ورعاتها الأساقفة في هايتي على الشهادة الصادقة للإنجيل وتعاليمه وتقديم خدماتها وإسهامها في المجتمع مولية اهتماما خاصا بالأشد عوزا والسعي مع الجميع لبلوغ الوحدة الوطنية القائمة على الأخوة والتضامن.