2009-07-05 13:36:24

إنجيل الأحد: محطة روحية ند كلمة الحياة


وانصرف يسوع من هناك وجاء إلى وطنه يتبعه تلاميذه. ولما أتى السبت أخذ يعلم في المجمع فدهش كثير من الذين سمعوه وقالوا: "من أين له هذا؟ وما هذه الحكمة التي أعطيها حتى إن المعجزات المُبينة تجري عن يديه؟ أما هو النجار ابن مريم، أخو يعقوب ويوسى ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته عندنا ههنا؟" وكان لهم حجر عثرة. فقال لهم يسوع: "لا يزدرى نبي إلا في وطنه وأقاربه وبيته". ولم يستطع أن يجري هناك شيئا من المعجزات سوى أنه وضع يديه على بعض المرضى فشفاهم. وكان يتعجب من عدم إيمانهم. ثم سار في القرى المجاورة يعلم. (مرقس 6/1-6)

 

قراءة من كتاب الاقتداء بالمسيح

 

ينبغي لك أن تطلب نعمة العبادة بإلحاح وتلتمسها برغبة وتتوقعها بأناة وثقة وتقبلها بشكر وتحفظها بتواضع وتعمل معها بنشاط وتفوّض إلى الله زمن الافتقاد العلوي وكيفيته، إلى أن يحين أوانه. وعليك أن تتضع خصواصان حن لا تشعر في داخلك بالعبادة إلا قليلا، أو أن لا تشعر بها البتة، ولكن عليك أن لا تفشل كثيرا ولا تكتئب بإفراط، فكثيرا ما يعطي الله في لحظة قصيرة ما قد رفضه مدة طويلة، ويهب أحيانا في آخر الصلاة ما قد ماطل بعطائه في أولها.

لو كانت النعمة تُمنح دائما وفورا وبحسب المبتغى، لما تيسر للإنسان الضعيف احتمالها. فعليك إذا أن تتوقع نعمة العبادة بثقة وطيدة وصبر وتواضع، فإن لم تعطَها أو نزعت عنك سرا، فانسبْ ذلك لنفسك ولخطاياك. فحالما تستسلم لله من كل قلبك، غير طالب هذا الأمر أو ذاك، عن رغبة أو إرادة ذاتية، بل جاعلا ذاتك كلها في الله، تجد في الحال نفسك قد اتحدتْ به وحصلت على السلام، إذ ما من شيء يستطيع أن يلذ لك ويسرك مثل رضى المشيئة الإلهية.

فمن يرفع نيته إلى العلاء، إلى الله بقلب سليم متجردا عن كل حب أو كره للخلائق غير مرتب، فإنه يصبح جديرا جدا بنبل النعمة وأهلا لموهبة العبادة. فالرب إنما يسكب بركته حيثما يجد الآنية فارغة. بقدر ما يكتمل زهد الإنسان في الدنيويات ويموت هو عن نفسه باحتقار نفسه، تزداد النعمة مبادرة إليه ووفرة الدخول إلى قلبه، فتحرره وترفعه أكثر فأكثر. (السفر الرابع، الفصل الخامس عشر)








All the contents on this site are copyrighted ©.