2009-06-29 16:15:03

البابا يحتفل بالقداس في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس ويمنح درع التثبيت عددا من رؤساء الأساقفة


هل نتبع تعليم الرسل الكبار المؤسسين؟ وهل نعرفهم حقا؟ سؤالان طرحهما البابا بندكتس الـ16 في مستهل عظته التي ألقاها اليوم في البازيليك الفاتيكانية خلال ترؤسه قداس عيد القديسين بطرس وبولس شفيعي مدينة وأبرشية روما، بحضور البعثة الرسمية لبطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، ومنح أثناء الاحتفال درع التثبيت عددا من رؤساء الأساقفة المعينين خلال العام الجاري.

وسطر البابا الصورة التي أعطاها القديس بطرس في رسالته للمسيح الذي يتألم ويحب كمصلوب وقائم من الموت، وهو رأس الإيمان والأسرار المسيحية وهو الأسقف والراعي الأعلى للنفوس. وأضاف: إذا كان المسيح أسقفَ النفوس، فالهدف منه تحاشي وقوع نفس الإنسان في البؤس والحقارة والعمل على ألا يفقد الإنسان جوهره وقدرته على الحقيقة والحب. يسوع راعي النفوس هو المثال الأول لكل خدمة أسقفية وكهنوتية.

وتطرق البابا إلى الترابط والتشابه بين الأسقف والراعي، فواجب كليهما رعاية وحراسة القطيع وقيادته إلى المراعي الصحيحة، والأساقفة الرعاة هم مثال للقطيع. وأشار إلى أن كلمة الله تنتقل من الماضي إلى الحاضر حينما تعاش حقا، وتغدو في القديسين وأولياء الله كلاما موجها لعالمنا. هذا ما تعنيه كلمة راعي مثال القطيع: عيش الكلمة الآن وسط جماعة الكنيسة المقدسة.

وشدد الحبر الأعظم على أن الإيمان المسيحي هو رجاء يمهد الطريق نحو المستقبل، ويتحدر من العقل الأبدي الذي دخل عالمنا وكشف لنا الله الحقيقي. ولكن الإيمان يحاور العقل ويستطيع مواجهته بقوة في المقارنة الجدلية، لا يعارضه بل يماشيه متساويا ويقوده إلى عقل الله الأعظم.

وعن القديس جان ماري فيانيي خوري آرس، قال البابا إنه لم يكن مفكرا كبيرا ولكنه تذوق الرب وعاش معه في تفاصيل الحياة اليومية غير مهمل لضرورات خدمته الرعوية. 

وذكر البابا بأن هدف إيماننا هو خلاص النفوس كما يقول القديس بطرس، لافتا إلى أن هذا التأكيد قد يبدو غريبا في عالم الخطاب والفكر المسيحي الحالي ومشككا للبعض، مضيفا أن إهمال النفوس وتحقير الإنسان الداخلي لا يدمران الفرد وحسب بل يهددان مصير البشرية بمجملها. يصف بطرس الرسول مرض النفوس الحقيقي بالجهل وعدم معرفة الله فيبقى الإنسان خارجا عن الحياة الحقة، ويقول إن الطاعة للحقيقة تنقي النفس بينما تلوثها مساكنة الكذب.

ووجه الأب الأقدس كلمة إلى رؤساء الأساقفة الذي تلقوا من يده درع التثبيت مشيرا إلى حياكته من أصواف حملان باركها البابا في عيد القديسة الشهيدة أغنيس يوم 21 من يناير الفائت. ويذكر درع التثبيت بحملان المسيح وخرافه التي أوكل الرب القائم من الموت رعايتها إلى سمعان بطرس، وأيضا بقطيع يسوع المسيح الذي على الأساقفة أن يرعوه بالشركة مع بطرس وخليفته، ويذكر أخيرا بالمسيح نفسه الراعي الأعلى الذي صار هو حملا ليحمل على عاتقه مصائرنا ويشفي إنساننا الداخلي.








All the contents on this site are copyrighted ©.