2009-06-26 15:41:54

الكاردينال توران: الحوار البناء ينطلق من العائلة والمدرسة والكنيسة والمسجد


أكد الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان أننا "مسيحيون ومسلمون، جميعنا ملزمون بالحوار"، خلال اجتماع اللجنة العلمية للمؤسسة الدولية (الواحة) في مدينة البندقية الذي عقد يومي 22 و23 من حزيران يونيو الجاري.

"إن الإسلام مخيف، إذ يعتبره كثيرون مجرد تعصب وحرب مقدسة (الجهاد) وإرهاب وتعدد زوجات وتبشير متحمس"، حسبما أوضح الكاردينال توران، إلا أنه دعا لعدم الخوف منه لأن "ما نلتقي به ليس نظاما دينيا لا بل رجالا ونساء يشاركوننا المصير عينه كأصدقاء في البشرية، لذا فإننا جميعا ملزمون بالحوار".

أشار الكاردينال الفرنسي إلى وجود عدة عناصر تفاوت بين المسيحية والإسلام "كالعلاقة مع الكتاب المقدس ومفهوم الوحي وشخص يسوع والثالوث واستخدام العقل والصلاة".

وأضاف أنه مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى النقاط المشتركة المتعددة وهي: "وحدانية الله؛ طابع الحياة المقدس؛ ضرورة نقل القيم الأخلاقية إلى الأجيال الناشئة؛ تعليم الدين في المناهج التربوية"، وانطلاقا من هذه الأسس يوجه المجلس الحبري للحوار بين الأديان دعوة للكنائس المحلية من أجل ممارسة الحوار".

كذلك أكد الكاردينال توران على أن "حوارنا مع الإسلام هو الأكثر تنظيما"، مذكرا بالاجتماع الديني الذي عقد في الأردن من 18 وحتى 20 من أيار مايو الماضي حول الديانات والمجتمعات المدنية والذي أتاح للمشاركين المسيحيين والمسلمين التأكيد على أن حرية الدين لا تمارس بطريقة ملائمة إلا في مجتمع ديمقراطي.

واعتبر الكاردينال توران أن أجواء من الثقة سادت العلاقات حيث يمكننا "أن نجد عند محاورينا رغبة في إعطاء فكرة أكثر إيجابية عن الإسلام" وجميعنا مقتنعون أن "الديانات يجب أن تكون عوامل سلام في العالم وتعمل لخدمة الخير العام".

إلا أنه أشار في كلمته إلى المشاكل الخطيرة التي ما تزال قائمة، إذ إن "المسؤولين المسلمين الأكثر حكمة لا يتمكنون من جعل إخوتهم في الدين يقرون مبدأ حرية تغيير الدين بحسب القناعة. ولم تصدر عن المملكة السعودية أي إشارة إيجابية في موضوع إمكانية حصول حوالي مليوني مسيحي مقيم في البلاد على مكان للاحتفال بقداس الأحد".

وأشار توران إلى أن "الصعوبة الأساسية تكمن في أننا حتى ولو وجدنا جوا من الاستعداد بين محاورينا إلا أننا لا ننجح في نقله إلى القاعدة. فكثيرا ما نجد الريبة والعداء في القاعدة الشعبية".

وختم رئيس المجلس الحبري للحوار بين الديانات أن "ما من مستقبل ممكن سوى المستقبل المشترك ويبنى في العائلة والمدرسة والكنيسة والجامع مشددا بخاصة على المدرسة لأن المستقبل يبنى فيها فعليا".

(عن وكالة زينيت)

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.