البابا في عظة خميس جسد ودم المسيح يحث الكهنة على الاحتفال بالذبيحة بعبادة قلبية صادقة

احتفل البابا بندكتس الـ16 أمس الخميس بالقداس الإلهي لمناسبة عيد جسد ودم المسيح في بازيليك القديس يوحنا باللاتران بحضور كرادلة وأساقفة وكهنة وألقى عظة تمحورت حول الإفخارستيا انطلاقا من كلمات الرب يسوع ليلة العشاء الفصحي حين قال لتلاميذه: "هذا هو جسدي، هذا هو دمي"، مشيرا إلى أنها تقودنا بالفكر إلى العلية لنحيا ذلك الجو الروحي في تلك الأمسية حين استبق الرب، أثناء احتفاله بالفصح ورسله، الذبيحة التي سيكونها يوم جمعة الآلام على الصليب. وأضاف أن القديس أفرام السرياني كتب في هذا الشأن: "ليلة العشاء، ذبح يسوع نفسه أما على الصليب فقد ذبحه آخرون" (نشيد الصلب، 3/1).

يشير يسوع في كلامه "هذا هو دمي" إلى العهد الذي قطعه الله قديما للشعب المختار، أضاف البابا، ولكن الرب لم ينقض عهده أبدا بل حرص من خلال أنبيائه على توعية البعد الداخلي للعهد الذي سيحفره في قلوب من لحم بفعل نعمة الروح، وهكذا ليلة العشاء الأخير، أعطى الرب يسوع عهدا جديدا قائما على دمه المهراق الذي غدا "دم العهد الجديد".

هذا وشكر البابا في عظته نائبه على أبرشية روما الكاردينال فاليني على العديد من المبادرات والنشاطات بدءا من الرعايا والمعاهد والجماعات الرهبانية والحركات الكنسية الرسولية وغيرها مسطرا أهمية تعددية الثقافات والخبرات التي تغني أبرشية روما.

وإلى الكهنة الذين اختارهم المسيح كي يحيوا معه حياة ذبيحة حمد لخلاص العالم، قال البابا إن الاتحاد بيسوع هو الذي يخصب حياتهم الروحية التي تبعث الرجاء في الخدمة الرعوية. ودعاهم ليتشوقوا دوما لإقامة ذبيحة القداس بكل جوارحهم وعواطفهم الوجودية، لافتا إلى أن ما ينتظره المؤمنون من الكهنة هو مثلهم الصالح في عبادة قربانية أصيلة وقضاؤهم فترات صمت وسجود ليسوع المسيح كما فعل القديس جان ماري فيانيي خوري آرس.

وعن خوري آرس الذي كان يردد على مسامع أبناء رعيته: "تعالوا إلى المناولة.. لستم أهلا لها ولكنكم بحاجة إليها"، دعا الحبر الأعظم إلى تجديد الإيمان في حضور المسيح الحقيقي بسر القربان، كما حذر من خطر علمنة جارفة حتى داخل الكنيسة، قد تتجلى في عبادة إفخارستية شكلية وفارغة، وفي احتفالات لا يشارك القلب فيها وتكتفي بإكرام واحترام الطقوس الليتورجية. كما نبه أيضا من تقليص أوقات التفرغ للصلاة بحجة الانغماس في النشاطات والانشغالات الدنيوية، وختم قائلا: "هبنا أيها الرب يسوع ذاتك وأعطنا الخبز الذي يقوتنا للحياة الأبدية".