2009-05-03 14:42:43

البابا يمنح السيامة الكهنوتية عددا من أبناء أبرشية روما ويتحدث قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء عن زيارته المرتقبة إلى الأرض المقدسة


ترأس البابا بندكتس السادس عشر قداسا إلهيا صباح الأحد في الفاتيكان منح خلاله السيامة الكهنوتية عددا من أبناء أبرشيته روما. حيا البابا نائبه العام على أبرشية روما الكاردينال أغوسطينو فاليني، الأساقفة المعاونين، الكهنة وجميع المؤمنين. أكد الحبر الأعظم في عظته أن الكاهن، على غرار رسل المسيح، مدعو للسير على خطى الرب الذي هو الصخرة الحقيقية، مشيرا إلى أن الله يرغب ببناء كنيسته بمعونة أشخاص يضعون ثقتهم التامة بالله. وأكد البابا أن التلميذ مدعو للتمثل بمعلمه والعمل بمشيئته، مؤكدا أن المسيح الذي اختبر في حياته الأرضية لامبالاة البشر ورفضهم لله عرف تلاميذه باسم الله إذ قال: "عرّفتهم باسمك وسأعرّفهم به لتكون فيهم المحبة التي أحببتني إياها وأكون أنا فيهم" (يوحنا 17، 26). فتلميذ المسيح الحقيقي ـ تابع البابا ـ يختبر فرح يسوع من خلال التعرف على الله، التعرّف على اسمه ووجهه، لكنه يتقاسم أيضا ألم المسيح وحزنه عندما يرى أن البشر لا يرغبون في التعرف على الله. وأكد الحبر الأعظم أن العالم لا يريد التعرف على الله كي لا تزعجَه مشيئتُه، ولذا يميل البشر إلى عدم الإصغاء إلى من يبشرون بكلمة الله. وذكر البابا الكهنة الجدد بأن المسيح صلى من أجل تلاميذه وسأل الله خلال العشاء الأخير أن يكرسهم بالحق، وقال: "أكرس نفسي من أجلهم ليكونوا هم أيضا مكرسين بالحق" (يوحنا 17، 19). وأكد الحبر الأعظم أن المرء يصبح كاهنا في الكنيسة عندما يهب ذاته من أجل الآخرين تماما كما فعل المسيح. فقد بذل يسوع نفسه من أجل الجميع وكرس نفسه من أجل خاصته ليكونوا مكرسين بالحق. لقد مات الراعي الصالح فداء عن جميع الخراف، وأوكلها إلى رعاية القديس بطرس عندما قال له على بحيرة طبريا "إرع خرافي". وهذه الدعوة يوجهها المسيح إلى كل كاهن. بعدها سطر البابا أهمية الصلاة في حياة كل مؤمن وخصوصا في حياة الكاهن المدعو إلى الحفاظ على اتحاده مع المسيح من خلال الاحتفال اليومي بالقداس الإلهي، صلاة السبحة الوردية والسجود للقربان المقدس. وهكذا تتحقق في الكاهن الكلمات التي قالها المسيح: "أنا الراعي الصالح أعرف خرافي وخرافي تعرفني، كما أن أبي يعرفني وأنا أعرف أبي وأبذل نفسي في سبيل الخراف" (يوحنا 10، 14 – 15). وفي ختام عظته سأل بندكتس السادس عشر الكهنة الجدد أن يُبقوا أنظارهم موجهة نحو العذراء مريم، لتصبح "نجمة كهنوتهم" هي التي تقول اليوم للكهنة ما قالته للخدام في عرس قانا الجليل "افعلوا كل ما يقوله لكم".

في نهاية الاحتفال بالذبيحة الإلهية تلا البابا كعادته ظهر كل أحد صلاة افرحي يا ملكة السماء مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس. وفي كلمته قال الحبر الأعظم إنه منح السيامة الكهنوتية عددا من أبناء أبرشية روما في أحد "الراعي الصالح"، وفي اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات. وأشار إلى أن الصلاة تعبر عن ثقة الإنسان بخالقه الذي يدعو جميع أبنائه إلى عيش حياة القداسة، ويدعو البعض إلى الحياة المكرسة. وقال البابا إن الكنيسة تصلي في هذا اليوم كيما تتفتح براعم دعوات جديدة إلى الحياة المكرسة، وتصلي أيضا كيما يبصر النور أزواج قديسون يكونون مثالا يقتدي به الأبناء.

بعدها دعا البابا المؤمنين لمرافقته بالصلاة خلال رحلة حجه إلى الأرض المقدسة من الثامن وحتى الخامس عشر من الجاري. وقال: سأسير على خطى سلفي البابوين بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وسأزور تلك الأماكن المقدسة. ترمي الزيارة إلى تثبيت مسيحيي الأرض المقدسة بالإيمان وتشجيعهم على مواجهة صعوبات الحياة اليومية. سأعرب لهم، بصفتي خليفة القديس بطرس، عن قرب الكنيسة منهم ودعمها لهم. سأكون حاج سلام باسم الإله الأوحد، أب الكل، وسأشهد على التزام الكنيسة الكاثوليكية ودعمها جهود الساعين إلى تعزيز الحوار وبناء المصالحة، بغية التوصل إلى سلام دائم في إطار العدالة والاحترام المتبادل. وللزيارة أيضا أهميتها على صعيد العلاقات المسكونية والحوار بين الأديان. القدس هي المدينة التي مات فيها المسيح "ليجمع في الوحدة شمل أبناء الله" (يوحنا 11، 52).  








All the contents on this site are copyrighted ©.