2009-04-29 15:10:36

البابا يتحدث في مقابلته العامة عن جرمانوس بطريرك القسطنطينية ويلتقي ممثلين عن سكان كندا الأصليين والكنيسة الكاثوليكية الكندية


سطر البابا بندكتس الـ16 ضرورة أن نرى جمال الله وبهاءه في الكنيسة وليس ذنوب البشر وخطاياهم فقط، وذلك خلال مقابلته العامة مع المؤمنين والحجاج الذين فاق عددهم ثلاثين ألفا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وأضاء على شخصية مسيحية من القرن الثامن الميلادي وهو القديس جرمانوس بطريرك القسطنطينية الذي دفع غاليا ثمن دفاعه عن عقائد الكنيسة وتقليدها المقدس في مواجهة حملة الإمبراطور ضد الأيقونات المقدسة.

كان لجرمانوس دور بارز، تابع البابا، خلال الحرب التي شنها الإمبراطور لاوون الثالث على الأيقونات عام 730 باعتبارها عبادة أصنام أبعدت أبناء رعيته عن عبادة الله الحقة، فدافع بقوة عنها مذكّرا الإمبراطور بتقليد الكنيسة العريق والحي ومصداقية الأيقونات التي اعترفت الكنيسة بالآيات والمعجزات التي تمت من خلالها. وإذ لم يلق آذانا صاغية ولا قلوبا شفافة، أعلن جرمانوس عن مواقفه الثابتة حفاظا على استقامة العقيدة الإيمانية الأرثوذكسية، ونتيجة لذلك استقال من منصبه كبطريرك للقسطنطينية وانعزل في دير منصرفا للتأليف والصلاة حتى مماته فيه عام 733، منسيا من الجميع.

ولفت الأب الأقدس إلى اهتمام البطريرك جرمانوس بحسن إقامة الاحتفالات الطقسية في الكنيسة التي على حد قوله تشكل احتفالا جميلا وكريما يليق بحضور الله الباري، كما اشتهرت مؤلَّفاته وعظاته في الشرق كما في الغرب نظرا لتطرقه إلى مريم العذراء أم الله ودورها إلى جانب ابنها في عملية خلاص الجنس البشري.

وختم البابا مسطرا ما يمكن أن نستخلصه من كتابات هذا القديس فقال إن هناك رؤية أكيدة لله في العالم وفي الكنيسة علينا إدراكها واستنتاجها، وأن الليتورجية جميلة وكريمة فعلينا أن ندرك حضور الله القدير فيها، ودعا أخيرا لمحبة الكنيسة والتعلق فيها وأمل أن يرينا الله جماله ورجاءه في الكنيسة وفي العالم ويصيرنا شفافين يعبر من خلالنا نوره الساطع.

وفي أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين، التقى البابا وفدا يضم ممثلين عن سكان كندا الأصليين وممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية يتقدمهم المطران جيمس وايزجربر، رئيس مجلس الأساقفة المحلي. أعرب الحبر الأعظم عن قربه من السكان الأصليين الذين ما يزالون يعانون من تبعات الاضطهاد والتمييز العرقي الذي تعرضوا له في القرون الغابرة.

وكان المطران وايزغيربر قد أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده في أوتوا أن اللقاء مع البابا يأتي تعبيرا عن عزم الكنيسة الكاثوليكية في كندا والسكان الأصليين على تجديد التزامهم في تعزيز التعاون المتبادل وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية. وذكّر المطران الكندي بأن الكنيسة الكاثوليكية قدمت الاعتذارات ـ في مطلع التسعينات ـ على جميع الأخطاء الذي ارتُكبت في الماضي، خصوصا في المدارس الداخلية التي كانت تديرها الجمعيات الرهبانية.








All the contents on this site are copyrighted ©.