2009-04-26 16:19:21

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس ويرفع خمسة طوباويين إلى مجد المذابح قديسين


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد الثالث بعد الفصح القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس رفع خلاله 5 طوباويين إلى مجد المذابح قديسين بينهم أربعة إيطاليين هم أركانجيلو تاديني مؤسس جمعية راهبات بيت الناصرة المقدس العاملات؛ برناردو تولوماي مؤسس جمعية القديسة مريم دي مونتي أوليفيتو؛ جيرترود كومينسولي مؤسسة جمعية راهبات القربان المقدس وكاترينا فولبيشيللي مؤسسة جمعية خادمات القلب الأقدس إضافة إلى الطوباوي البرتغالي نونو دي سانتا ماريا ألفاريس بيرييرا.

ألقى البابا عظة قال فيها إن نور وجه المسيح القائم من الموت يضيء اليوم علينا لاسيما من خلال حياة القديسين الجدد وأضاف أن الكنيسة تدعونا دوما ـ وخصوصا في زمن الفصح ـ لتوجيه نظرنا إلى المسيح القائم من الموت والحاضر في سر الإفخارستيا، وتوقف الأب الأقدس بعدها عند إنجيل هذا الأحد، حيث يروي لنا القديس لوقا كيف أسرع تلميذا عماوس إلى أورشليم وأخبرا الأحد عشر كيف عرفا الرب عند كسر الخبز، وبينما كانا يتكلمان إذا هو يتوسطهم، فأخذهم الفزع والخوف، فطمأنهم يسوع ليبدد كل شك، وقال لهم: المسوني وانظروا، وسألهم: أعندكم ما يؤكل؟ ثم قال لهم: "ذلك كلامي الذي قلته لكم إذ كنت معكم وهو أنه يجب أن يتم كل ما كتب في شأني، في شريعة موسى وكتب الأنبياء والمزامير"، ودعاهم للنظر إلى المستقبل قائلا: "وتُعلن باسمه التوبة وغفران الخطايا في جميع الأمم". وتابع البابا عظته مذكرا بأهمية الإفخارستيا، الإرث الدائم والحي الذي تركه لنا الرب في سر جسده ودمه، وقال: من خلال الإغتذاء من الخبز الإفخارستي، أتم القديسون الجدد رسالتهم، رسالة المحبة الإنجيلية في مختلف البيئات التي عملوا فيها.

وقال البابا إن القديس أركانجيلو تاديني قضى ساعات صلاة طويلة أمام الإفخارستيا وساعد أبناء رعيته على النمو إنسانيا وروحيا وأضاف أن هذا الكاهن القديس كان يستسلم في كل ظرف للروح القدس وقام أيضًا بمبادرات ملموسة وشجاعة كتأسيس "جمعية راهبات بيت الناصرة المقدس العاملات"، بهدف تبشير عالم العمل من خلال تقاسم التعب على مثال عائلة الناصرة المقدسة. وأشار الأب الأقدس إلى أن مثال الكاهن تاديني يبقى آنيا اليوم أيضًا في فترة مطبوعة بأزمة اقتصادية خطيرة، إذ يذكّرنا بأنه، ومن خلال إقامة علاقة عميقة ودائمة مع الرب، لاسيما في سر الإفخارستيا، نستطيع حمل خميرة الإنجيل إلى مختلف بيئات العمل ولكل بيئة في مجتمعنا.

وانتقل الأب الأقدس بعدها ليتحدث عن القديس برناردو تولوماي وأهمية الإفخارستيا في حياته وخدمة القريب وتأسيسه جمعية القديسة مريم دي مونتي أوليفيتو التابعة لرهبنة القديس بندكتس. وفي عام 1348 غادر مونتي أوليفيتو متوجها إلى دير القديس بندكتس في محلة بورتا توفي في سيينا لمساعدة الرهبان المصابين بمرض الطاعون، وكان بدوره ضحية هذا الداء وتوفي شهيدا حقيقيا للمحبة. وأشار البابا إلى أن هذا القديس الجديد يدعونا إلى ترجمة إيماننا في حياة مكرسة لله في الصلاة وخدمة القريب تحركها محبة مستعدة للتضحية. وتحدث الحبر الأعظم من ثم عن حياة القديس البرتغالي نونو دي سانتا ماريا ألفاريس بيرييرا الذي دخل دير الكرمليين في العام 1423 بعد كان قائدا عسكريا وقال إنه يقدم مثال للإيمان والصلاة.

وتابع البابا متحدثا عن أهمية الإفخارستيا أيضًا في حياة القديسة الإيطالية الجديدة الراهبة جيرترود كومنسولي، وقال إن عبادة القربان المقدس كانت هدف حياتها الرئيسي. وأمام الإفخارستيا، فهمت دعوتها ورسالتها في الكنيسة، وكرست نفسها للعمل الرسولي والإرسالي لاسيما لصالح الشباب الذين وفي مجتمع اليوم أيضًا يبحثون عن قيم ومعنى لوجودهم. كما أشار الأب الأقدس إلى أن القديسة جيرترود تذكّرنا بأن من محبة المسيح المائت والقائم من الموت والحاضر في سر الإفخارستيا تنبع المحبة الإنجيلية كلها التي تدفعنا لاعتبار جميع البشر أخوة لنا. وانتقل بندكتس السادس عشر ليتحدث عن القديسة كاترينا فولبيشللي شاهدة المحبة الإلهية التي سعت لحمل المسيح إلى جميع من التقتهم في نابولي نهاية القرن التاسع عشر في ظل أزمة روحية واجتماعية، وتوقف بعدها عند أهمية سر الإفخارستيا في حياتها، فقال إنها دعت معاوناتها إلى تنمية حياة روحية عميقة في الصلاة والإفخارستيا، كما وأسست جمعية خادمات القلب الأقدس وكررت على الدوام بأنه ـ وفي قلب المسيح فقط ـ تستطيع البشرية إيجاد "مسكنها الدائم". وأشار البابا أيضًا إلى أن القديسة كاترينا فولبيشللي تُظهر لبناتها الروحيات ولنا جميعا المسيرة الضرورية لتوبةٍ تبدل القلب وتُترجم في أعمال حقيقية نابعة من الإنجيل. ومن الممكن هكذا وضع الأسس لبناء مجتمع مفتوح على العدالة والتضامن.

وفي ختام عظته احتفالا برفع خمسة طوباويين إلى مجد المذابح القديسين، دعا البابا بندكتس السادس عشر الجميع إلى الاقتداء بمثلهم كيما تكون حياتنا أيضًا نشيد تسبيح لله. هذا وتلا البابا صلاة افرحي يا ملكة السماء ووجه كلمة شكر فيها الحجاج القادمين من مختلف إنحاء إيطاليا للمشاركة في احتفال التقديس إضافة إلى الوفد الرسمي القادم من البرتغال وذكّر الحاضرين بالاحتفال هذا الأحد بيوم جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية في إيطاليا، وتمنى أن تبقى هذه الجامعة على الدوام ـ وبعد مضي 50 سنة على وفاة مؤسسها الأب أغوسطينو جيمللي ـ أمينة لمبادئه لمواصلة تقديم تنشئة صالحة للأجيال الشابة.








All the contents on this site are copyrighted ©.