2009-04-19 13:53:30

صلاة افرحي يا ملكة السماء: البابا يتحدث عن الرحمة الإلهية وعن مؤتمر مكافحة العنصرية في جنيف


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا من على شرفة القصر الرسولي في مقره الصيفي في بلدة كاستل غاندولفو القريبة من روما ليتلو مع المؤمنين والحجاج الذين تهافتوا إلى البلدة صلاة افرحي يا ملكة السماء. جدد البابا في كلمته أمنياته بعيد الفصح المجيد وعبر وسط أجواء الفرح المتأتية من الإيمان بيسوع المسيح القائم من الموت عن شكره لجميع الذين أظهروا له محبتهم وتعاطفهم أكان لمناسبة عيد الفصح أم لعيد ميلاده وانتخابه على السدة البطرسية الذي يصادف اليوم. قال البابا لقد اختبرت خلال فترة الفصح مشاعر التضامن والشركة: تضامن روحي تغذيه الصلاة من قبل العاملين في الكوريا الرومانية ومؤمني الرعايا. علينا نحن الكاثوليك أن نبقى عائلة واحدة تحييها مشاعر أولى الجماعات المسيحية كما جاء في أعمال الرسل:"وكان جميع الذين آمنوا نفسا واحدة ورأيا واحدا". وحدة أولى الجماعات المسيحية تمحورت حول المسيح القائم من بين الأموات. لحظة الآلام وعندما حكم على المعلم الإلهي بالموت تفرّق الرسل. أما مريم والنسوة مع يوحنا فبقوا معا وساروا معه. بعد قيامته وهب يسوع رسله وحدة جديدة أكثر صلابة من سابقتها لأنها لم تستند إلى الطاقات البشرية إنما إلى الرحمة الإلهية التي جعلتهم يشعرون بأن يسوع سامحهم ويحبهم. الرحمة الإلهية توحد اليوم كما في الأمس الكنيسة وتجعل من البشرية عائلة واحدة. المحبة الإلهية تغفر لنا خطايانا بواسطة يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات وتجددنا في الباطن. لقد شاء خلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني تكريس هذا الأحد، الثاني بعد الفصح، للرحمة الإلهية وأشار إلى أن يسوع ينبوع الرجاء والثقة. مريم ترافقنا في حياتنا. فلنتشفع بملكة السماء ولنوكل إليها خدمتي للكنيسة. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة افرحي يا ملكة السماء. وأضاف يقول أوجه تحية خاصة للأخوة والأخوات في الكنائس الشرقية لمناسبة احتفالهم بعيد الفصح المجيد. وليُجدد السيد المسيح القائم من بين الأموات في قلوب الجميع نور الإيمان ويهبهم الفرح والسلام. يبدأ غدا في جنيف برعاية الأمم المتحدة مؤتمر لمكافحة التفرقة العنصرية وكره الأجانب. مبادرة هامة لأن هذه الظواهر لا تزال موجودة حتى اليوم. بيان دوربان يُقر بكون جميع الشعوب والأشخاص يشكلون عائلة بشرية غنية بالتنوعية. ساهموا في تقدم الحضارة وإنماء التسامح والتعددية والاحترام. وانطلاقا من هذه المبادىء لا بد من قيام مبادرة حازمة على المستويين الوطني والدولي لإزالة كافة أشكال الفصل العرقي وعدم التسامح. لا بد من حملة تربية وتوعية تبرز كرامة الشخص وتحمي حقوقه الأساسية. والكنيسة من جهتها تؤكد على أن الإقرار بكرامة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله يشكل مرجعا أمينا لهذا الالتزام. في الواقع، ومن هذا الأصل المشترك ينطلق مصير البشرية المشترك الواجب أن يبعث في كل واحد منا معنى التضامن الحق والمسؤولية الواعية. أضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول آمل بأن يعمل المندوبون في مؤتمر دوربان معا بروح الحوار والقبول المتبادل كي يصار إلى وضع حد لكل شكل من أشكال الفصل العرقي وعدم التسامح والتمييز وذلك بهدف التأكيد من جديد على القيم الرئيسة لكرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية ضمن أفق الاحترام والعدالة تجاه كل إنسان. بعدها تمنى البابا للمؤمنين يوم أحد سعيد ووجه تحيات بلغات عديدة إلى الوفود الحاضرة في ساحة مقره الصيفي منها الفرنسية والألمانية والإنكليزية والإسبانية والبولندية. كما وجه تحية خاصة إلى الحجاج الإيطاليين وخصوصا منهم القادمين من منطقة شيزانو ماديرنو وتارانتو ومناطق أخرى. كما وجه تحية إلى المؤمنين الذين شاركوا صباح الأحد في القداس الإلهي الذي أقامه الكردينال أغوسطينو فيللاني في كنيسة الروح القدس بروما. وقال لهم تحملون صورة يسوع المليء بالرحمة. احملوها دائما في قلوبكم وكونوا شهودا لها.








All the contents on this site are copyrighted ©.