2009-04-10 15:44:05

تأمل يومي مع القديس بولس في الأسبوع العظيم: الجمعة العظيمة


"وصار طائعا حتى الموت بل موت الصليب" (فليبي 2: 8)

 

أمام مشهد الحب المصلوب الذي يجل عن الإدراك لن يستطيع بولس إلا أن يصرخ: "أين الحكيم؟ وأين عالم الشريعة؟ (ولقد كان هو عالم شريعة مميزا). فأمام حب الله في "ضعفه وحماقته"، من يرغب أن يفهم؟ وإذا أمكننا التكلم عن "معرفة وحكمة"، فمن يستطيع إتيان فعلٍ آخر ما خلا بقاءه متأملاً، مترقّبا شفاه الله، الذي بعد حبه المبذول لأجلنا على الصليب، لم يعد عنده كلمة أخرى يخاطبنا بها.

 لقد أدرك بولس لغة المحبة العجيبة تلك فلم يعد يمكنه أن يقوم بأي فعل آخر لأجل المسيح إلا "يريق دمه ذبيحة مقرّبة" (فيليبي 2: 17)  في سبيل أن نؤمن نحن والعالم بمحبة المسيح.

وأنت، ماذا عنك؟ أتؤمن؟

حبذا لو تقف أمام كلمة الله الذي طالما ناداك بصمتٍ محبّ! قف أمام هذا المصلوب جدّيا لمرة واحدة وأصغ إلى لغة المحبة الغريبة تلك... وعندها لن يمكنك إلا أن تُسائل نفسك: ماذا فعل لأجلي! وأنا ماذا فعلت لأجله؟ ماذا أفعل لأجله الآن؟ ماذا يمكنني أن أفعل لأجله من الآن فصاعدا؟

(إعداد الأب غسان السهوي اليسوعي)RealAudioMP3  








All the contents on this site are copyrighted ©.