2009-04-09 18:41:27

البابا يحتفل بقداس عشاء الرب في بازيليك القديس يوحنا باللاتران


غصت بازيليك القديس يوحنا في اللاتران بآلاف المؤمنين والمصلين الذين شاركوا في قداس عشاء الرب الذي ترأسه البابا بندكتس الـ16 لمناسبة خميس الأسرار المقدس، حين أسس يسوع في العلية مع تلاميذه سر الكهنوت وسر القربان، وألقى عظة سطر فيها كلمات الرب حين أخذ الخبز والخمر وشكر وبارك وأعطاهما رسله، دلالة على الشركة بين الله والإنسان.

تتأمل الكنيسة في العشاء الرباني الذي جرى في مثل هذا اليوم مع الرسل بحسب الكتب المقدسة، وقال البابا إن الكنيسة المصلية في هذه اللحظة، متوافقة مع حدث علية صهيون لأن الرب يسوع شكر وبارك، وبالشكر نعترف بعطية تأتي من شخص آخر، ويغدو الشكر مرادفا للبركة. الكنيسة المصلية تتطلع إلى يدي وعيني الرب وتراقبها كي تلتقي بشخص يسوع، الذي بيديه المسمرتين على الصليب، شفى البشر وبارك الأطفال. وأضاف أن أيدينا، أثناء السيامة الكهنوتية، قد مُسحت بالميرون لتصبح أيدي بركة.

يعلمنا الرب، تابع البابا، أن نرفع أعيننا وقلوبنا بنوع خاص، فنترفع عن ترهات العالم وأموره الدنيوية ونصوب أنظارنا بالصلاة إلى الله ونقوى على القيام والارتفاع مجددا. وقال إن كسر الخبز هو حركة يقوم بها رب البيت الذي يعيل أسرته ويهتم بتوفير كل ما تحتاج إليه لتحيا، وهو أيضا دليل ضيافة الغريب الذي يتحول إلى أحد أفراد العائلة، يشاطرها خبزها ويتقاسمه.

وسطر البابا أن كسر الخبز علامة شركة واتحاد في المقاسمة، ولهذا فإن الإفخارستيا هي محبة متجسدة، ولا فصل بينهما. وحين كسر يسوع الخبز، بلغت المحبة أصوليتها القصوى، إذ كسر ذاته خبزا حيا لفداء الإنسان والعالم.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن الرب يهيئ لنا المائدة وسط تهديد العالم ويعطينا كأسه المجيدة، كأس الفرح العظيم والعيد السعيد، كأس ملؤها خمر حبه. كما أن الكأس تعني العرس، عرس العهد الجديد الأبدي والوصية الجديدة، دلالة على عدم انحلال عهد العرس بين الله والبشرية، لأن الرب، من خلال عطية حبه، جعلنا شركاء حقا معه.

ولفت الأب الأقدس إلى أن إقامة عهد يعني الدخول مع آخرين في رباط مرتكز إلى الدم أي إلى الشركة في حقوق الواحد مع الآخر، وهنا تنشأ قربى الدم الملوكية. وأضاف أن الله الحي أدخلنا معه في شركة سلام وجعل بينه وبيننا قربى الدم من خلال تجسد ابنه وسفك دمه، دم الحب الفادي.

وشدد البابا على أن المسيح في العلية أعطى تلاميذه جسده ودمه حقيقة في اللحظة التي لفظ فيها تلك الكلمات، لأن "ما من أحد يستطيع أن ينتزعها مني ولكني أبذلها برضاي. فلي أن أبذلها ولي أن أنالها ثانية.." (يو 10/18). وختم قائلا إن المسيح يعطي ذاته بقرار حر ويتمم هذا الأمر بحرية حبه: يهَب حياته لأجلنا وينالها ثانية بقيامته الظافرة ليمكننا من تقاسمها على الدوام. وسأل الرب يسوع أن يلج عمق نفوسنا بحبه ويجعلنا نحيا في يومه ونكون أدوات لسلامه.








All the contents on this site are copyrighted ©.