2009-04-05 15:25:43

البابا يترأس الاحتفال بالذبيحة الإلهية في ساحة القديس بطرس لمناسبة أحد الشعانين


ترأس البابا بندكتس السادس عسر صباح الأحد الاحتفال بالذبيحة الإلهية في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان التي غصت بالمؤمنين والحجاج تحت أشعة شمس ربيعية دافئة. استهل الحبر الأعظم عظته متوقفا عند إنجيل هذا الأحد الذي يروي دخول المسيح إلى أورشليم دخول الملوك وسط هتافات الحشود التي باركت "الآتي باسم الرب". القديس يوحنا الإنجيلي يروي لنا أن المسيح وبعد دخوله إلى أورشليم تحدث عن معنى ملكوت الله ويخبرنا كيف أن الرسولين فيليبس وأندراوس أطلعا يسوع على رغبة بعض اليونانيين برؤية الرب (يوحنا 12، 21). وقال البابا: نحن أيضا نريد أن نرى يسوع، ولهذا السبب تجمع آلاف الشبان العام الماضي في سيدني. وفي معرض رده على هذا الطلب قال يسوع: "إن حبة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها". إن المسيح من خلال موته وقيامته أعتق جميع الشعوب وجاء ملكوته. إن ملكوت الرب تحقق بواسطة الصليب، ولم يعد يعرف عمل الفداء حدودا، فقد تخطى ملكوت الله حدود الشعب المختار، ليحتضن العائلة البشرية برمتها. ولهذا السبب فإن الكنيسة، عائلة الله، جامعة لا تعرف حدودا ثقافية، جغرافية أو زمنية. ويقول لنا المسيح أيضا ـ تابع البابا يقول ـ إن "من أحب حياته فقدها ومن رغِب عنها في هذا العالم حفظها للحياة الأبدية" (يوحنا 12، 25). وهذا يعني أن من تمتلكه الأنانية ويسعى فقط للاستجابة إلى رغباته الخاصة سيفقد حياته، فيما سيحفظها للحياة الأبدية كل من يتجرد من الأنانية ويعيش من أجل الآخرين ويقول "نعم" لدعوة الله له. فالمحبة الحقيقية تتطلب التخلي عن الذات أو التحرر من الذات، المحبة الحقيقية تعني أن يهب الشخص نفسه للآخرين. والمؤمن المسيحي مدعو إلى عيش هذه المحبة في حياته اليومية، إلى التخلي عن منطق الـ"أنا" ووضع نفسه في تصرف الأخوة والأخوات. وتابع الحبر الأعظم يقول إن المسيح شعر أيضا بما يخالج قلب الإنسان من خوف واضطراب، ويرافقنا في الظلمة ليقودنا نحو النور. فقد قال يسوع "الآن نفسي مضطربة .. يا أبت، نجني من تلك الساعة" ثم يضيف "يا أبت مجد اسمَك" (يوحنا 12، 27)، "يا أبت إن شئت فاصرف عني هذه الكأس .. ولكن لا مشيئتي بل مشيئتُك" (لوقا 22، 42). عندما نرفع الصلوات والتضرعات لله، يجب أن نضع ثقتنا به، كما فعل المسيح، ونؤمن بأنه يقوم دائما بعمل الصواب، وبأن مشيئته هي الحقيقة والمحبة. وفي ختام عظته قال البابا إن شبان أستراليا سيسلمون صليب الأيام العالمية للشبيبة إلى أترابهم الإسبان، وحث المؤمنين على التعرف على سر محبة الله، الحقيقة الوحيدة التي تخلص البشر لكن الخلاص منوط بالسير على خطى المسيح واتباعه في حياتنا اليومية. وذكر البابا الجميع بكلمات المسيح القائل: ""من أحب حياته فقدها ومن رغِب عنها في هذا العالم حفظها للحياة الأبدية"، ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.

 

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

في ختام الاحتفال بالذبيحة الإلهية تلا البابا كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين. ذكّر الحبر الأعظم الحاضرين ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون بأن العالم احتفل أمس السبت باليوم الدولي الرابع للتحسيس بمخاطر الألغام المضادة للأفراد، وشجع الدول التي لم توقع بعد على المعاهدتين المتعلقتين بتحظير هذه الألغام والقنابل العنقودية شجعها على إبرام المعاهدتين الدوليتين اللتين تتمتعان بتأييد الكرسي الرسولي. وأكد دعمه لكل مبادرة ترمي إلى مساعدة ضحايا هذه الأسلحة المدمرة. بعدها تذكر البابا المواطنين الأفارقة الذين ماتوا غرقا في مياه البحر المتوسط لأيام خلت خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، ودعا إلى تبني استراتيجيات مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية واتخاذ إجراءات على الصعيد الإنساني للحيلولة دون لجوء هؤلاء المهاجرين إلى أشخاص لا يردعهم ضميرهم عن الاتجار بالكائنات البشرية. وقال البابا إنه يرفع الصلوات إلى الله من أجل راحة أنفس الضحايا وكيما يتم التوصل إلى حلول للمآسي والحروب التي تعاني منها القارة الأفريقية، بمساعدة الجماعة الدولية. هذا ثم حيا بندكتس السادس عشر الأساقفة والكهنة والعلمانيين الذين شاركوا في اللقاء الدولي حول الأيام العالمية للشبيبة الذي نظمه المجلس البابوي للعلمانيين لتمهيد الطريق لليوم العالمي للشبيبة الذي سيُعقد في مدريد عام 2011 تحت شعار "متأصِّلون بالمسيح ومؤسَّسون عليه ومعتمدون على الإيمان".








All the contents on this site are copyrighted ©.