2009-03-29 14:41:36

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وكان بعض اليونانيين في جملة الذين صعدوا إلى أورشليم للعبادة مدة العيد. فقصدوا إلى فيلبس، وكان من بيت صيدا في الجليل، فقالوا له ملتمسين: "يا سيد، نريد أن نرى يسوع". فذهب فيلبس فأخبر أندراوس، وذهب أندراوس وفيلبس فأخبرا يسوع. فأجابهما يسوع: "أتت الساعة التي فيها يمجد ابن الإنسان. الحق الحق أقول لكم: إن حبة الحنطة التي تقع في الأرض، إن لم تمت تبقَ وحدها. وإذا ماتت، أخرجت ثمرا كثيرا. من أحب حياته فقدها ومن رغب عنها في هذا العالم حفظها للحياة الأبدية. من أراد أن يخدمني، فليتبعني، وحيث أكون أنا يكون خادمي ومن خدمني أكرمه أبي. الآن نفسي مضطربة، فماذا أقول؟ يا أبتِ، نجني من تلك الساعة. يا أبتِ، مجّد اسمك". فسمع صوت من السماء يقول: "قد مجدته وسأمجده أيضا". فقال الجمع الذي كان حاضرا وسمع الصوت: "إنه دويّ رعد". وقال آخرون: "إن ملاكا كلّمه". أجاب يسوع: "لم يكن هذا الصوت لأجلي بل لأجلكم. اليوم دينونة هذا العالم. اليوم يطرد سيد هذا العالم إلى الخارج. وأنا إذا رُفِعت من الأرض، جذبت إليّ الناس أجمعين". وأشار بذلك إلى الميتة التي سيموتها.

(يو12/20-33)

 

قراءة من المطران بطرس مراياتي، أسقف حلب للأرمن الكاثوليك

 

قد يتبادر إلى أذهانكم هذا الطلب: "إرنا وجه المسيح وحسبنا". فأحيلكم على يسوع الذي قال: "كلما صنعتم شيئا من ذلك (كإطعام الجائع وسقي العطشان وإيواء الغريب وإكساء العريان وعَوْدُ المريض وزيارة السجين..) لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي أنا قد صنعتموه" (متى 25/40).

المدهش في معتقدنا أن المسيح الذي جعل نفسه فقيرا على الأرض، أراد أن يتمثل في شخص كل فقير بعد صعوده إلى السماء! وهو سيحاسبنا في الدينونة الأخيرة على مدى تعرّفنا على وجهه في وجه الفقير وعلى منحى مؤازرتنا المحتاج حبّا له.

إذا أردتم أن ترَوا وجه المسيح فانظروا إلى وجوه الآخرين. وإذا كان وجه المسيح يعكس صورة وجه الله، فإن وجه الإنسان المعذب والفقير والمحتاج يعكس صورة المسيح لمن ينظر بعين الإيمان. ما أصدق قول الكاتب الفرنسي أنطوان دي سانت أكزوبيري في كتابه الأمير الصغير: "لا يحسن الإنسان البصرَ إلا بقلبه، وجوهر الأشياء يبقى خفيّا عن الأنظار!"

من كتاب: أبحر إلى العمق! تأملات في مطلع الألف الثالث، 2003)








All the contents on this site are copyrighted ©.