2009-03-22 14:54:16

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في لواندا مع أساقفة المجلس الإقليمي لأساقفة أفريقيا الجنوبية


من مقر السفارة البابوية في لواندا انتقل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم إلى ساحة شيمانغولا التي غصت بعشرات الآلاف من المؤمنين تهافتوا لحضور الذبيحة الإلهية التي أقامها البابا بمشاركة أساقفة المجلس الإقليمي لأساقفة أفريقيا الجنوبية الذي يضم المجالس الأسقفية في أنغولا وساوتومي وبوتسوانا وأفريقيا الجنوبية وسواتسيلاند وليسوتو وموزمبيق وناميبيا وزيمبابوي.

تخللت القداس الإلهي صلوات بلغات عديدة وألقى البابا عظة بدأها بكلمات الإنجيلي يوحنا "لأن الله هكذا أحب العالم حتى أنه بذل ابنه الوحيد كي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". قال البابا إنها كلمات تملأ قلوبنا فرحا وبهجة ورجاء إذ إننا ننتظر إتمام وعد المسيح. فرح كبير لي اليوم أن أحتفل بالذبيحة الإلهية مع أخوتي في الأسقفية قدموا من بلدان أفريقية عديدة. تحيتي للجماعة الكاثوليكية في لواندا ولمؤمني البلدان الأعضاء في هذا المجلس. وأشكر رئيس المجلس الإقليمي لأساقفة أفريقيا الجنوبية على كلمته الترحيبية.

إنجيل اليوم له صدى قوي بالنسبة لشعب أنغولا إذ إنه يشكل رسالة رجاء ودعوة للعودة إلى القدس لبناء هيكل الرب. لقد عاش شعب هذا البلد مخاوف حرب أهلية فظيعة ألحقت به دمارا وخرابا إذ تفككت عائلات برمتها. إنها خبرة معاشة في أفريقيا: دمار الحرب الأهلية والغوص في دوامة العنف والبغض والانتقام. علينا ألا نتجاهل كلمة الله البناءة وقوانين الرب وإلا فإن النتيجة هي الدمار والظلم.

يقول القديس بولس الذي نحتفل هذه السنة بالألفية الثانية لولادته إننا هيكل الله الحي. إن الله يدعونا إلى الإقرار بعظمته من خلال حضوره فينا وإلى معانقة محبته كي نصبح رسل هذه المحبة الرحيمة وسط عائلاتنا وجماعاتنا وفي أماكن العمل والمدرسة وفي مختلف مرافق الحياة الاجتماعية والسياسة. أضاف البابا يقول إن هذا الأحد هو يوم صلاة في أنغولا من أجل الوفاق الوطني. الإنجيل يعلمنا المصالحة التي تتم من خلال الارتداد والتفكير بطريقة جديدة وتبديل القلوب.

لقد جئت إلى أفريقيا لأبشر برسالة الرجاء وحياة جديدة في المسيح يسوع. لثلاثة أيام خلت كان لي فرح الإعلان عن وثيقة العمل للجمعية الخاصة الثانية لسينودس الأساقفة حول أفريقيا وسيكون موضوعه الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام. أطلب منكم الصلاة بالاتحاد مع الأخوة والأخوات في أفريقيا من أجل هذه النية كي يختبر كل مسيحي في هذه القارة محبة الله وكي تصبح الكنيسة في أفريقيا مكان مصالحة حقيقية.

لقد أعطاكم الروح القدس القوة كي تكونوا بناة غد أفضل لبلادكم. وفي سر العماد أُعطيتم الروح كي تكونوا رواد ملكوت الله ملكوت الحقيقة والحياة ملكوت القداسة والنعمة والعدالة والمحبة. جاء النور إلى العالم لكن الناس فضلوا الظلمة على النور لأن أعمالهم شريرة. كم هي كبيرة الظلمات في العالم! غيوم الشر خيمت على أفريقيا بما فيها أنغولا العزيزة. لنفكر بآفة الحرب وثمار الحروب القبلية والخصومات العرقية والفساد الذي يعكر صفو القلوب ويحرم الأجيال الطالعة من الموارد التي تحتاج إليها لبناء مجتمع أكثر عدالة واستقرارا. وما القول عن الأنانية التي تحمل الأفراد على الانكماش على الذات وتقسم العائلات وتخنق مثل السخاء ومحبة الآخرين وتقود إلى أوتوبيات مزيفة من خلال استخدام المخدرات وغياب المسؤوليات تجاه الجنس وقتل الحياة البشرية عبر الإجهاض؟

لكن كلمة الله كلمة رجاء لا حدود له. لأن الله هكذا أحب العالم حتى أنه بذل ابنه الوحيد كي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". الله يدعونا لرفع أعيننا نحو مستقبل رجاء. إلى شباب أنغولا والقارة الأفريقية بأسرها أضاف البابا أقول: إنكم أمل بلادكم ووعد غد أفضل. عليكم أن تنموا في صداقتكم مع يسوع الذي هو الطريق والحق والحياة. صداقة تغذيها الصلاة المتواصلة. إن الكنيسة بحاجة إلى شهادتكم. لا تخافوا من التجاوب بسخاء مع دعوة الرب لخدمته ككهنة ورهبان وراهبات أو عائلات مسيحية. أنظروا بأمل إلى المستقبل وثقوا بوعود الله لتبنوا هيكلا من المصالحة والعدالة والسلام للأجيال الناشئة.  


 








All the contents on this site are copyrighted ©.