2009-03-19 15:51:56

البابا يسلم وثيقة عمل سينودس الأساقفة من أجل أفريقيا خلال قداس في ملعب ياونده بالكاميرون


في اليوم الثالث من زيارته الرسولية إلى الكاميرون ولمناسبة صدور وثيقة عمل سينودس الأساقفة من أجل أفريقيا وفي عيد القديس يوسف شفيعه، ترأس البابا بندكتس الـ16 القداس الإلهي في إستاد أمادو أهيدجو في العاصمة ياونده وعاونه فيه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال برتونه ورئيس أساقفة العاصمة المطران فكتور تونييه باكوتو. وشدد في عظة ألقاها على خطر تفشي سلطان المال وملكوته على حساب الأقل حظا وفقرا ودعا أفريقيا والكاميرون خصوصا للاعتراف بالله الخالق الحقيقي للحياة وصانعها ومبدعها وأشار إلى أن "أفريقيا قادرة بالمسيح يسوع الذي وطئت قدماه أرض القارة الأفريقية أن تصبح قارة الرجاء".

هنأ البابا في مستهل عظته كل من يحمل اسم يوسف وسأله أن يقودهم هذا القديس على درب الرب يسوع المسيح كل أيام حياتهم. وإذ تردد صدى صوت الملاك له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك" وصدى جواب يوسف الذي "فعل كما أمره ملاك الرب"، سطر البابا أمانة القديس يوسف لرسول الله ودعا للتشبه بتلك الأمانة المفعمة حبا.

حث الحبر الأعظم الوالدين الذين يتابعون خطابه وزيارته على الثقة العظيمة بالله الذي أهّلهم أن يكونوا أمهات وآباء لبنيهم ولقبول القيم الإنسانية والروحية التي مُنِحوها لعيش المحبة والاحترام. وحذرهم من خطر أناس عديدين فقدوا ضميرهم وحسهم، يسعون لفرض ملكوت المال على حساب المعدمين والمعوزين. كما دعا مؤمني الكاميرون وأفريقيا جمعاء للاعتناء الروحي بنفوسهم وتعزيز الإيمان بأن الله الآب والابن والروح القدس هو الوحيد الذي يحبهم كما يرجون، الوحيد القادر على ملء حياتهم واستقرارها. المسيح وحده هو طريق الحياة.

وتطرق الأب الأقدس في عظته إلى المرحلة العصيبة التي تمر بها الأسرة والعائلة التي تشهد انقلابا في قيم حياتها التقليدية وفي العلاقات مع الأجيال الناشئة، نتيجة نزيف الهجرة من الأرياف وتدهور نوعية الروابط العائلية. ولفت إلى الأزمة التي يتخبط فيها الشباب العاطل عن العمل والباحث عن حلول لضائقته، وقال إن "الإنسان الأفريقي يضطر للهرب خارج ذاته والتخلي عن كل ثروته الداخلية أمام زحف التوسع العمراني، فيهجر أرضه حسيا ومعنويا وينفي نفسه خارجا عن ذاته وإخوته وأخواته وحتى عن الله".

وحث الحبر الأعظم على دفع العجلة باتجاه الرجاء وحب الحياة وقبول عطيتها لأن البشرية مدعوة اليوم لتعديل نظرتها بشأن كل مولود كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله، فلا يجوز المساس مطلقا بحياته وكرامتها.

وإذ دعا أبناء وبنات أفريقيا لعدم الخوف من الإيمان والرجاء والمحبة، وعدم الخوف من الإقرار أن يسوع المسيح هو الطريق الحق والحياة، قال الأب الأقدس إن القارة الأفريقية مدعوة إلى الرجاء من خلالكم ومعكم، مضيفا أنها "بالمسيح الذي وطئت قدماه أرض أفريقيا (مصر)، قادرة على أن تصبح قارة الرجاء".

حض الحبر الأعظم المؤمنين على عدم التردد من أخذ مريم إلى بيوتهم، أي أن يحبوا الكنيسة، كما فعل يوسف، بشخص أساقفتها وكهنتها وشمامستها ومعلمي التعليم المسيحي وأن يصلوا من أجلهم. وحث المتزوجين  ومن يستعد للزواج على النظر إلى يوسف وحبه لمريم القديسة ويسوع المسيح واحترامه لشريكة حياته.

ووجه إرشادا خاصا إلى أولياء أمر العائلات أي الآباء دعاهم فيه أن يحترموا ويحبوا زوجاتهم على مثال القديس يوسف ويربوا أولادهم ويقودوهم بالمحبة والحضور الواعي صوب الله الحي. كما توجه للشباب بكلمات صداقة وتشجيع كي يتعلقوا بالمسيح من دون خوف، لأن وجودهم ذو ثمن باهظ في عيني الرب. وإلى الأطفال المحرومين من أب والمتروكين من دون مأوى والمجندين قسرا في الحروب، قال البابا: "الله يحبكم".

في نهاية الاحتفال بالذبيحة الإلهية قدم البابا لإخوته رؤساء المجالس الأسقفية الأفريقية ورقة العمل قائلا: "لأربع عشرة سنة خلت أعلن سلفي البابا يوحنا بولس الثاني في ياونديه عن الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "الكنيسة في أفريقيا". ويسعدني اليوم أن أسلمكم نص ورقة العمل للجمعية الخاصة الثاني لسينودس الأساقفة لأفريقيا وعنوانها "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام".

ورقة تندرج في استمرارية "الكنيسة في أفريقيا"، تابع البابا، ولها أهمية بالغة بالنسبة لحياة القارة وحياة الكنيسة الجامعة. ورقة العمل ثمرة تأملاتكم انطلاقا من الأوجه الرئيسة للوضع الكنسي والاجتماعي في وطنكم الأم. ورقة تعكس دينامية الكنيسة في أفريقيا وكذلك أيضا التحديات المطروحة أمامها. أدعو الجميع إلى الالتفاف حول الأساقفة الذين يمثلون الكنيسة الحاضرة بين شعوب أفريقيا".








All the contents on this site are copyrighted ©.