2009-03-18 14:00:32

البابا يلتقي أساقفة الكاميرون ويشدد على أهمية تعميق الشركة بين رعاة الكنيسة لمواجهة تحديات عالم اليوم


في اليوم الثاني من زيارته الرسولية للكاميرون، زار بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء القصر الجمهوري في ياوندي حيث اجتمع بالرئيس بول بييا، وانتقل من ثم إلى كنيسة المسيح الملك في تسينغا للقاء الأساقفة يتقدمهم المطران تونيي باكوت رئيس مجلس أساقفة الكاميرون ورئيس أساقفة العاصمة ياوندي. استهل الأب الأقدس كلمته بالقول إنها المرة الثالثة تستضيف فيها الكاميرون خليفة بطرس وذكّر بهدف زيارته الرسولية ألا وهو لقاء شعوب القارة الأفريقية الحبيبة وتسليم رؤساء المجالس الأسقفية وثيقة عمل ثاني سينودس خاص بأفريقيا، سائلاً الأساقفة نقل تحياته الحارة لجميع المؤمنين.

وإذ أشار إلى الاحتفال بالسنة البولسية، ذكّر بندكتس السادس عشر بضرورة إعلان الإنجيل، وقال إن هذه الوصية التي تسلمتها الكنيسة من المسيح تبقى أولوية ملحة وذكّر بأن النشاط الإرسالي ينبع من صميم طبيعة الكنيسة نفسها كما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني، مشددا بهذا الصدد على أهمية تعميق الشركة بين رعاة الكنيسة لمواجهة التحديات الكثيرة في عالم اليوم.

وأضاف البابا أن الوعي الحي للبعد الجماعي الذي تتسم به الخدمة المنوطة بهم ينبغي أن يحثهم على تحقيق مختلف تعابير الأخوة الأسرارية، بدءًا من اللقاء والتقدير المتبادلين ومختلف تعابير المحبة والتعاون الفعلي كما جاء في الإرشاد الرسولي رعاة القطيع وقال إن التعاون الفعلي بين الأبرشيات، لاسيما من ناحية توزيع الكهنة في البلاد يساعد في تعزيز علاقات التضامن الأخوي بين الكنائس.

هذا وأشار البابا في كلمته لأساقفة الكاميرون إلى أهمية العلاقات الوثيقة بين الأساقفة والكهنة لكونهم معاونيهم الأوائل، وضرورة تنمية الحياة الأسرارية والروحية، وحثهم على تمييز الدعوات الكهنوتية وايلاء اهتمام كبير بإعداد المنشئين والآباء الروحيين الذين عليهم التعرف بعمق على المرشحين للحياة الكهنوتية والتحلي بالكفاءة اللازمة لضمان تنشئة إنسانية، روحية ورعوية متينة، وقال البابا إن المؤازرة الأخوية الدائمة التي يقدمها الأساقفة ستساعد المنشئين على إتمام عملهم في محبة الكنيسة ورسالتها.

وتابع الأب الأقدس متحدثا عن الإسهام القيم الذي يقدمه الرهبان والراهبات لحياة الكنيسة في الكاميرون وقال: يظهر الاعتناق للمشورات الإنجيلية كعلامة يمكنها لا بل ويجب عليها أن تجذب بصورة فعالة كل أعضاء الكنيسة لكي يتمموا بشجاعة واجبات دعوتهم المسيحية. كما وأشار البابا إلى نشاط معلمي التعليم المسيحي شاكرا إياهم على خدمتهم السخية وأمانتهم في خدمة الكنيسة، وقال إن تنشئتهم الإنسانية، الروحية، والعقائدية أمر جوهري لا بد منه، وأكد أن دعْم الرعاة لهم لإتمام رسالتهم يشكل بالنسبة إليهم علامة اعتراف الكنيسة بأهمية التزامهم في إعلان الإيمان.

هذا وتوقف الأب الأقدس عند أهمية تعزيز راعوية العائلة والزواج، ودعا أساقفة الكاميرون للحفاظ بقوة على القيم الجوهرية للعائلة وسط عالم معولم، وأشار إلى أن لليتورجيا مكانة هامة في التعبير عن الإيمان، ليتحدث بعدها عن مسألة انتشار البدع ويحث الكنيسة على بذل جهود إضافية لصالح تقديم تنشئة ملائمة للأطفال والشباب، لاسيما في الأوساط الجامعية والثقافية، مثنيا بهذا الصدد على نشاط المعهد الكاثوليكي في ياوندي وكل المؤسسات الكنسية التي تعمل على نشر كلمة الله وتعليم الكنيسة.

كما وأثنى البابا في كلمته لأساقفة الكاميرون على نشاط المؤمنين العلمانيين الملتزمين في حياة الكنيسة والمجتمع، وقال إن الحركات الكثيرة التي تزدهر في أبرشياتهم هي علامة عمل الروح في قلب المؤمنين، وتوقف بنوع خاص عند مشاركة الرابطات النسائية في مختلف حقول رسالة الكنيسة، ما يزيد من إدراك كرامة المرأة ودعوتها الخاصة في الكنيسة والمجتمع. وتابع الأب الأقدس أن الكنيسة ـ وفي زمن العولمة ـ تولي اهتماما خاصا بالأشخاص الأكثر عوزا وقال إن رسالة الأسقف تقوده للدفاع عن حقوق الفقراء وتشجيع أعمال المحبة وإظهار محبة الله للصغار.

وختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته لأساقفة الكاميرون في كنيسة المسيح الملك في تسينغا قائلا إن الكنيسة ـ ومن خلال عقيدتها الاجتماعية ـ تريد إيقاظ الرجاء في قلوب المهمشين، وأضاف أنه ومن واجب المسيحيين أيضًا، لاسيما العلمانيين الذين يتحملون مسؤوليات اجتماعية، اقتصادية وسياسية، الاهتداء بالعقيدة الاجتماعية للكنيسة للإسهام في بناء عالم أكثر عدلا يستطيع فيه كل امرئ العيش بكرامة. هذا وعبّر الأب الأقدس مجددا عن سروره الكبير بزيارة الكاميرون، وسأل مريم العذراء، سيدة أفريقيا، السهر على أبرشيات البلاد، مانحا الكل بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.