2009-03-15 14:46:26

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


واقترب فصح اليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم، فرأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصيارفة جالسين إلى طاولاتهم. فصنع مجلدا من حبال، وطردهم جميعا من الهيكل مع الغنم والبقر، ونثر دراهم الصيارفة وقلب طاولاتهم، وقال لباعة الحمام: "ارفعوا هذا من ههنا، ولا تجعلوا من بيت أبي بيت تجارة". فتذكّر تلاميذه أنه مكتوب: "الغيرة على بيتك ستأكلني". فأجابه اليهود: "أي آية ترينا حتى تفعل هذا؟" أجابهم يسوع: "أنقضوا هذا الهيكل أُقِمْه في ثلاثة أيام!" فقال اليهود: "بني هذا الهيكل في ست وأربعين سنة، أوأنت تقيمه في ثلاثة أيام؟" أما هو فكان يعني هيكل جسده. فلما قام من بين الأموات، تذكر تلاميذه أنه قال ذلك، فآمنوا بالكتاب والكلمة التي قالها يسوع. ولما كان في أورشليم مدة عيد الفصح، آمن باسمه كثير من الناس، لما رأوا الآيات التي أتى بها. غير أن يسوع لم يطمئن إليهم، لأنه كان يعرفهم كلهم ولا يحتاج إلى من يشهد له على الإنسان، فقد كان يعلم ما في الإنسان. (يوحنا 2/13-25)

 

قراءة من القديس باسيليوس (+379)

 

لا يمكننا أن نقول، دون أن نخطئ إلى الإيمان، إن الشر يأتي من الله. فلا الحياة تلد الموت ولا الليل يخلق النور، ولا المرضُ يمنح الصحة ولا الله الكلّيُ الصلاح يمكن أن يخلق ما هو ضده.

فإذا لم يكنِ الشر أبديا ولا آتيا من الله، فمن أين اتخذ طبيعته؟ فالشر موجود ونحن نراه كل يوم. فما الجواب؟ إن الشر ليس حقيقة حية ولكنه ارتياح في روحنا يخالف الفضيلة، وهو نتيجة رفضنا للخير، تساهلا وتهاونا منا. فلا نبحثْ عن أصل الشر خارجا عنا، متصورين فينا الرداءة التي فينا. ثم ان بين الأمور ما هو طبيعي كالشيخوخة والأمراض، وما قد يحدث صدفة كالأحداث غير المنتظَرة، فبعضها يحزننا وبعضها يُفرِحنا. وثم أمورٌ أخرى تتعلق بنا كالتسلط على أهوائنا وقمعِ دواعي اللذة فينا وكبحِ الغضب وتهديدِ من شتمنا، وقولِ الصدق أو الكذِب، وحسنِ الخلق وهدوئه أو الكِبَرِ والإعجاب بالنفس.

ولا حاجة إلى أن نقول أكثر من هذا عن الشر نفسه. أما المرض والفقر وضِعَة المقام وكل ما يمكن أن يحلّ بنا من الإزعاج، فليس من الصواب أن نعدّه شرا جوهريا، لأن الخيرَ الكاملَ لا يقوم في ضدِه. (موعظة 2)








All the contents on this site are copyrighted ©.