2009-03-09 15:49:53

كلمة البابا في دير القديسة فرانشيسكا رومانا


بعد زيارته مقر بلدية روما، توجه الأب الأقدس إلى دير القديسة فرانشيسكا رومانا في تور دي سبيكّي، ويُصادف اليوم الاثنين الموافق تاريخ التاسع من مارس آذار الاحتفال بعيدها وكانت رُفعت إلى مجد المذابح قديسة في التاسع والعشرين من مايو أيار عام 1608، خلال حبرية البابا بولس الخامس. حيا بندكتس السادس عشر جميع الحاضرين خاصًا بالذكر رئيسة الدير الأخت ماريا كاميلا رييا التي وجهت كلمة مقتضبة شكرت فيها الحبر الأعظم على زيارته التي، وكما قالت، تملأنا فرحًا واعتزازا وأكدت أن قداسة فرانشيسكا رومانا تدفعنا للمواظبة على خدمة الكنيسة مع إيلاء اهتمام خاص بمدينة روما.

ذكّر الأب الأقدس في كلمته للمناسبة برياضة روحية أجراها مع معاونيه في الكوريا الرومانية خلال الأسبوع الأول من زمن الصوم وقال إنه اختبر مرة جديدة أهمية الصمت والصلاة وتذكّرَ القديسة فرانشيسكا رومانا التي كرست حياتها لله والقريب، كما وتحدث عن التأمل والعمل، الصلاة والمحبة، المثال الرهباني والالتزام الاجتماعي، وقال إنها أمور وجدت في هذا المكان "مختبرًا" غنيا بالثمار وأشار إلى أن المحرّك الحقيقي لما تم تحقيقه على مر الزمن هو قلب القديسة فرانشيسكا وقد أفاض عليه الروح القدس عطاياه الروحية.

كما وذكّر بندكتس السادس عشر في كلمته بأن الدير يقع في قلب مدينة روما وقال: كيف لنا ألا نرى في ذلك رمزًا لضرورة إعادة نقل البعد الروحي إلى التعايش المدني بغية إعطاء معنًى كامل لمختلف نشاطات الكائن البشري؟ وأضاف أن لهذا الدير ميزة خاصة تعكس موهبة القديسة فرانشيسكا رومانا، وقال: يُعاش هنا توازن فريد بين حياة رهبانية وحياة علمانية، بين حياة في العالم وخارج العالم. وهو نموذج لم يولد على الورق إنما من اختبار ملموس عاشته فرانشيسكا رومانا.

وأكد البابا أن روما تحتاج أيضًا في يومنا هذا لنساء قادرات على التأمل والخدمة السخية والمتواضعة؛ يؤازرن الرعاة مع تقديم اقتراحاتهن الناضجة في الحوار مع المسيح والخبرة المباشرة في حقل المحبة والاعتناء بالمرضى والمهمشين والقاصرين الذين يعانون المصاعب. وتابع الأب الأقدس مذكّرا بزيارة مريم لنسيبتها أليصابات وقال إن قلب مريم هو الدير حيث تواصل الكلمة التكلّم في الصمت وأتونُ محبةٍ تدفعنا للقيام بمبادرات شجاعة. وفي ختام كلمته بدير القديسة فرانشيسكا رومانا في تور دي سبيكّي بروما، تمنى بندكتس السادس عشر أن يختبر الجميع يوميا فرح وضْع محبة المسيح في المقام الأول، مانحا الكل بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.