2009-03-08 15:30:10

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وبعد ستة أيام مضى يسوع ببطرس ويعقوب ويوحنا فانفرد بهم وحدهم على جبل عال، وتجلّى بمرأى منهم. فتلألأت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز أي قصّار في الأرض أن يأتي بمثل بياضها. وتراءى لهم إيليا مع موسى، وكانا يكلّمان يسوع. فخاطب بطرس يسوع قلا: "رابّي، حسن أن نكون ههنا. فلو نصبنا ثلاث خيم، واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة ٌ لإيليا". فلم يكن يدري ماذا يقول، لما استولى عليه من الخوف. وإذا غمام قد ظلّلهم، وانطلق صوت من الغمام يقول: "هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا". فأجالوا الطرف فورا في ما حولهم، فلم يروا معهم إلا يسوعَ وحده. وبينما هم نازلون من الجبل، أوصاهم ألاّ يخبروا أحدا بما رأوا، إلا متى قام ابن الإنسان من بين الأموات. فحفظوا هذا الأمر وأخذوا يتساءلون ما معنى "القيامة من بين الأموات".  (مرقس 9/2-10)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+395)

 

أنت مثل قطعة حديد، عندما تُسَن، يختفي الصدأ منها بعدما كانت سوداء، فصارت تلمع وتعكس بريق الشمس. حين نزيل الصدأ الذي يشوه جمال الإنسان الداخلي، نجد الصورة الأولى الصالحة، كما قال الرب يسوع.

النقاوة، الارتفاع فوق الأهواء والابتعاد عن كل شر، هذا هو الله. هل هذه الفضائل هي في داخلك؟ الله أيضا؟ هل قلبك خالٍ من كل رذيلة، حر من كل هوى ونظيف من القذارة؟ أنت مغبوط لأنك ترى بوضوح. المتطهّر يرى الحقائق التي لا يراها غير المتطهّر. الضباب الذي يعمي البصر ويحجبه قد زال، وترى في سماء قلبك النقي إلى ما لا نهاية الرؤيةَ السعيدة. النقاوة، القداسة، البساطة، النور المشع المنبعث من الطبيعة الإلهية، جميعها تظهر لنا الله.

صلاة

 

أيها المسيحُ إلهُنا، قل لنا كلمة في قلبنا، فتغمرَه السعادة الحقيقية وينهمرَ عليه السلام والنور والفرح، من فيض جودك ينابيعُ الجود، وغبطةُ الضمير. وفي زمن الصوم الكبير، إجعلنا نحيا في شفافية الروح وصدقِ الشهادة والطهر والنقاوة. إحفظِ الصائمين والساهرين والمصلين والتائبين، الجائعين إلى كلمتك وحقك. لك المجد والحمد إلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.