2009-03-01 15:10:58

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يسأل ملائكة الرب أن يسهروا عليه وعلى معاونيه مع بداية أسبوع الرياضات الروحية في الفاتيكان


أطل البابا بندكتس السادس عشر كعادته ظهر كل الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا في هذا الأحد الأول من زمن الصوم المبارك يُدخلنا إنجيل القديس متى في أجواء هذا الزمن الليتورجي: "أخرج الروح يسوع إلى البرية، فأقام فيها أربعين يوما يجربه الشيطان" (متى 1، 12). تقع صحراء يهوذا في الأرض المقدسة، غربي نهر الأردن وصولا إلى أورشليم. بعد أن تعمد في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، اختلى يسوع في البرية يقوده الروح القدس الذي نزل عليه مظهرا للعالم أنه ابن الله. في البرية تجرد المسيح من ذاته متخذا صورة العبد، كما يقول القديس بولس الرسول (فيلبي 2، 7)، وامتُحن في كل شيء مثلنا ما عدا الخطيئة (عبرانيين 4، 14)، جربه الشيطان الذي عارض منذ البدء مخطط الله الخلاصي لجميع البشر.

وفيما كان الشيطان يجرب المسيح في البرية كان الملائكة يخدمون الرب (مرقس 1، 13). كتاب العهد القديم يتحدث عن الملائكة الذين يرسلهم الله لمساندة البشر. ففي سفر طوبيا ـ على سبيل المثال ـ يظهر الملاك روفائيل الذي أرسله الله ليعضد النبي. رافق حضور ملائكة الرب شعب الله المختار في أفراحه وأتراحه. ومع بداية العهد الجديد أرسل الله الملاك جبرائيل ليعلن لزكريا ولمريم البشرى السارة التي شكلت نقطة انطلاق مسيرتنا الخلاصية. والملائكة بشروا الرعاة بولادة الطفل الإلهي، كما أعلن الملائكة أيضا على النسوة نبأ قيامة يسوع من بين الأموات. وفي نهاية الأزمنة ستواكب جميع الملائكة ابن الإنسان الآتي في مجده (متى 25، 13). في إنجيل هذا الأحد يروي لنا القديس متى أن الملائكة راحوا يخدمون يسوع الذي ـ وفيما كان يجربه الشيطان في حالة من التجرد والتواضع التام ـ بقي ابن الله، المسيح، الرب.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، تابع البابا يقول، إن الملائكة ـ رسل الله ـ يشكلون جزءا هاما من الإنجيل، فقد أعلنوا حضور الله فيما بيننا ويشكلون علامة لهذا الحضور. فلنسألهم أن يقودوا خطانا على الدرب المؤدية نحو المسيح. ولنطلب إليهم أن يسهروا على الحبر الأعظم ومعاونيه مع بداية أسبوع الرياضات الروحية. هذا ثم وجه البابا تحياته الحارة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية، وتمنى للكل أحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.