2009-03-01 15:13:48

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وأخرجه الروح عندئذ إلى البرية، فأقام فيها أربعين يوما يجربه الشيطان وكان مع الوحوش وكان الملائكة يخدمونه. وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يعلن بشارة الله، فيقول: "حان الوقت واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالبشارة". (مرقس 1/12-15)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+395)

جوع المسيح

 

"طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون" (متى 5/6). يمكننا أن نوضح معنى هذه الطوبى عبر مقطع آخر من الإنجيل. إن الذي شارك طبيعتنا في كل شيء ما عدا الخطيئة والذي عانى ما نعانيه، لم يقل إن الجوع هو خطيئة، لم يتردد بأن يخوض التجربة، إذ قبل أن يختبر احتياجات الطبيعة مثل الغذاء. فبعد أن صام أربعين يوما، جاع أخيرا، وأظهر طبيعته الإنسانية بإرادته. وحينما رآه المجرِّب يعاني الجوع، نصحه بأن يسد جوعه بالحجارة أي أن يحول رغبته الطبيعية نحو ما هو ضد الطبيعة: "إن كنت ابن الله، فمُرْ أن تصير الحجارة أرغفة" (متى 4/2-3).

أنسطيع أن نُلام على زراعة الحقول؟ لماذا نحتقر الزرع إلى درجة رفض الغذاء الذي ينتجه؟ لمَ إدانة حكمة الخالق وكأنها لم تكن مناسبة لغذاء البشر؟ إذا تبين لنا أن الحجارة مفيدة أكثر من الزرع لغذاء، تكون حكمة الله قد أخطأت فيما يخص الحفاظ على الحياة الإنسانية. "مُرْ أن تصير الحجارة أرغفة" يقول المجرِّب للذين يتبعون شهواتهم، ويقنع الذين يبحثون عن غذائهم في الحجارة. عندما تتخطى الشهية الحاجات، يكون ذلك إغراء من الشيطان الذي يطرح الغذاء الذي تنتجه الأرض ويجعلنا نشتهي ما هو ضد الطبيعة. (الطوباويات التسع)

 








All the contents on this site are copyrighted ©.