2009-02-26 14:27:21

عظة البابا في قداس أربعاء الرماد في كنيسة سانتا سابينا بروما: الرسول بولس مثال التائب الكبير


أكد البابا بندكتس الـ16 أن الصوم هو زمن العودة لله بكل جوارح القلب وزمن للبدء من جديد، مقدما الرسول بولس مثالا أعلى للتوبة إذ كان لاعنا للمسيحية ومضطهدا لها فصار خبير الرحمة الإلهية التي بدلت حياته برمتها فغدا رسول المسيح بين الأمم والشعوب.

ولمناسبة بدء الصيام المبارك، ترأس الحبر الأعظم عصر الأربعاء 25 من الجاري القداس الإلهي ورتبة تبريك الرماد في بازيليك سانتا سابينا على هضبة أفنتينو بروما وألقى عظة ركز خلالها على أهمية التبدل الداخلي الطوعي كي ننتصر بالمسيح على الرذيلة والخطيئة والشر.

سمى البابا الرسول بولس "سفير الرب" و"رياضي الإيمان" الذي عاشه وشهد له وبشر به طول أيام حياته وعبر "عَدْوِه الرسولي"، وقدّمه مثالا يحتذي به المؤمن المسيحي لأن بولس اختبر في العمق قوة نعمة الله التي اقتادته إلى توبة القلب الصادقة. وأضاف أن نهضة حقيقة في ذات بولس، مكنت الله من تحريكه ودفع حماسته نحو أقاصي المعمورة الجغرافية والروحية أيضا.

شدد الأب الأقدس على أن ظفر المسيح وغلبته على الخطيئة يحثنا على عدم تمرير الشر وأهوائه عبر أعضائنا وعدم تسهيل إحكام سيطرته على نزواتنا وميولنا: انتصار المسيح يعني انتصارنا نحن تلاميذه، معه وبوساطته.

ولا تتم الغلبة من دون اللجوء إلى الصلاة وممارسة الصدقة والزكاة والأصوام، كما دعا بولس في رسائله إلى ممارسة أفعال المحبة "قمة حياة المؤمن" و"رباط الكمال". وأشار البابا إلى ضرورة الاعتدال في الانضباط الروحي والقناعة الشخصية التي يطلبها الرب من تلاميذه.

ولفت الحبر الأعظم إلى ضرورة النهل من كلمة الله المحيية وأن نقتات منها لنحيا بحضور الله الخالق، فعند بولس صارت الكلمة حياة وفخرا بالمسيح يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات.








All the contents on this site are copyrighted ©.