2009-02-22 14:55:58

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وعاد بعد بضعة أيام إلى كفرناحوم، فسمع الناس أنه في البيت. فاجتمع منهم عدد كثير ولم يبقَ موضع خاليا حتى عند الباب، فألقى إليهم كلمة الله. فأتوه بمقعد يحمله أربعة رجال. فلم يستطيعوا الوصول إليه لكثرة الزحام. فنبشوا عن السقف فوق الموضع الذي هو فيه، ونقبوه. ثم دلَّوا الفراش الذي كان عليه المقعد. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمقعد: "يا بُنَي، غُفرت لك خطاياك". وكان بين الحاضرين هناك بعض الكتبة فقالوا في قلوبهم: "ما بال هذا الرجل يتكلم بذلك؟ إنه لَيجدّف. فمن يقدر أن يغفر الخطايا إلا اللهُ وحده؟" فعلم يسوع عندئذ في سرّه أنهم يقولون ذلك في أنفسهم، فسألهم: "لماذا تقولون هذا في قلوبكم؟ أيما أيسر؟ أن يقال للمقعد: غُفرت لك خطاياك، أم أن يقال: قمْ فاحمل فراشك وامشِ؟ فلكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض"، ثم قال للمقعد: "أقول لك: قمْ فاحمل فراشك واذهب إلى بيتك". فقام فحمل فراشه لوقته، وخرج بمرأى من جميع الناس، حتى دهشوا جميعا ومجدوا الله وقالوا: "ما رأينا مثل هذا قط".

(مرقس 2/1-12)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

 

لنكن متأكدين أن الله يدبر كل شيء لمنفعتنا فقط. دعنا لا نسأل عن الطريقة التي يدبر بها ولا نتكدر ونحزن لأننا نجهلها، إذ لا يمكن أن نعرف مثل هذه الأشياء، كما أن ذلك لا يوافق لأننا مائتون ولأننا سنصل بسرعة إلى الجنون. يريد الله أن يتوب وبخلص حتى أولئك الذين لا يؤمنون به. هو نفسه يقول: "لم آتِ لأدعو أبرارا بل خطأة" (متى9/13)، وحتى عندما لا يريدون إصلاح حالهم ومعرفة الحقيقة، فإنه لا يتركهم، مع أنهم بإرادتهم يحرمون أنفسهم من الحياة السماوية، يمنحهم الله كل الأشياء الضرورية للحياة الأرضية، مشرقا شمسه على الأشرار والأبرار، مرسلا المطر للأبرار والظالمين وواهبا الجميع كل ما يحتاجون إليه للعيش. إذا، إذ يبدي الله اهتماما كبيرا بأعدائه، كيف سيغفل عن أولئك الذين يحبونه ويتبعونه؟

(أقوال الحياة، الجزء الأول)








All the contents on this site are copyrighted ©.