2009-02-11 15:44:48

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن القديس يوحنا السلّمي ويكل المرضى لعناية مريم الوالدية في اليوم العالمي للمريض


وسط تصفيق حاد وأناشيد روحية، دخل البابا بندكتس الـ16 قاعة بولس السادس بالفاتيكان ليلقي تعليمه الأسبوعي على المؤمنين والحجاج فتناول اليوم الأربعاء شخصية القديس يوحنا السلّم أحد آباء الكنيسة في العصور الوسطى وحض المؤمنين والمرضى منهم على الالتجاء لعناية مريم العذراء الوالدية في عيد سيدة لورد واليوم العالمي للمريض.

قال البابا إن يوحنا كليماكوس، وهي كلمة يونانية تعني السلّم، كان أحد ألمع الكتاب الروحيين في القرن السادس الميلادي، إذ اعتنق الحياة الرهبانية في جبل سيناء وهو في السادسة عشرة من عمره وجمع في حياته بين النسك والحياة الجماعية في الأديار المجاورة حتى مماته في مطلع القرن السابع.

أضاف البابا أن الراهب يوحنا السلّم أو السلّمي، انكفأ على تأليف كتابه الشهير "السلّم المقدس" بناء على طلب رئيس أحد الأديار المجاورة، فذاعت شهرته وصار عنوان الكتاب ملازما لاسم القديس. رسم يوحنا السلّم في مؤلَّفه مراحل الارتقاء الروحي المختلفة التي تبدأ بالتخلي عن العالم حتى بلوغ القمة التي هي المحبة.

وأشار الحبر الأعظم إلى المراحل الثلاث التي ينقسم إليها الكتاب الموجه إلى الرهبان والمتوحدين، إذ ينطلق من الابتعاد شيئا فشيئا عن الأشخاص المحبوبين والأماكن العزيزة، مستندا إلى الصوم والعفة اللذين يهيّئان الراهب للطاعة وهي مدرسة التواضع.

وتقوم المرحلة الثانية من الارتقاء على الصراع الروحي ضد الأهواء والنزعات الفردية إذ يعين الزهد والنعمة على التنقية والطهارة منها بهدف اكتساب الفضائل.

ويعرض الكاتب المرحلة الأخيرة من سلم الارتقاء ويقدم السبل والطرق الآيلة كي تلج النفس الـ"إيسيخيّا" أو السلام الذاتي، وهو مدخل للتأمل بالأسرار الإلهية. فالمحبة هي قمة ذلك السلّم والارتقاء حيث تتمكن النفس أخيرا من الاتحاد العميق بالله، لأن الرجاء هو قوة تلك المحبة.

ولفت البابا إلى أن كتاب "السلّم  المقدس" الذي دوّن منذ 15 قرنا لأجل الحياة الرهبانية والنسكية، ما يزال حتى اليوم قادرا على توجيه المعمدين كلهم وقيادتهم صوب مشاركة أكثر عمقا بحياة المسيح وقيامته.

وفي ختام تعليمه، وجه الأب الأقدس تحياته للحاضرين بلغات مختلفة ورحب بالكاردينال فيليب باربارين رئيس أساقفة ليون بفرنسا الذي يرافق وفدا من القناصل الفخريين. وذكر بأن الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الطوباوية مريم العذراء سيدة لورد، فدعا كل المرضى، لمناسبة اليوم العالمي للمريض، لطلب شفاعتها كي تشملهم بنظرة حنان وتعزية ورجاء وتعضدهم في حمل صليبهم اليومي بالاتحاد المتين مع صليب يسوع المسيح المخلص.








All the contents on this site are copyrighted ©.