2009-02-04 14:33:57

البابا يوجه نداء عاجلا لوقف العنف في سريلانكا ويختم تعليمه عن القديس بولس رسول الأمم


أطلق البابا بندكتس الـ16 نداء عاجلا إلى المتقاتلين في سريلانكا لوقف الصراع الدامي الذي يضاعف عدد الضحايا البريئة ويزيد من حدة النزاع وقسوته، ودعاهم لاحترام حقوق الإنسان وحرية تنقل السكان ويبذلوا ما بوسعهم لتأمين الرعاية للجرحى والأمن للمدنيين ويسهلوا وصول الإمدادات الغذائية والطبية. وسأل الحبر الأعظم العذراء مريم سيدة مادو المكرمة عند الكاثوليك وأتباع سائر الديانات في سريلانكا أن تشفع في دنو إحلال السلام والاستقرار والمصالحة في هذا البلد العزيز.

وفي قاعة بولس السادس بالفاتيكان التي ضاقت بالمؤمنين والحجاج اليوم الأربعاء، ختم البابا بندكتس الـ16 تعليمه عن القديس بولس الرسول الذي بدأه في حزيران يونيو 2008، فتحدث عن نهاية حياته الأرضية واستشهاده في روما حول السنة 68 ميلادية أيام حكم نيرون الإمبراطور الروماني.

قال البابا إن أولى الشهادات عن ختام حياة بولس تعود إلى عام 90 كتبها البابا إكليمنضوس الأول أسقف روما إلى كنيسة كورنتوس، أما عن استشهاده فقد أخبر عنه كتاب "أعمال بولس" الذي دُوّن أواخر القرن الثاني الميلادي وقد حددت الدراسات العلمية سنة موته بعد تموز يوليو عام 64 حين أحرق نيرون مدينة روما وعام 68 نهاية حكمه الأمبراطوري.

هذا وكتب القديس أوسابيوس أن بولس استشهد بقطع رأسه وبطرس بصلبه مقلوبا على الصليب. ودوّن الكاهن كايوس أنه على تلة الفاتيكان وعلى الطريق المؤدية إلى أوستيا يجد المرء كؤوس الانتصار التي  فاز بها الرسولان بطرس وبولس، مؤسسَا الكنيسة ومشيّداها. وحين قطع السيف رأس بولس، تدحرج على الأرض ثلاث مرات، ويقول التقليد إن ثلاثة ينابيع صغيرة تدفقت في الحال مكان سقوطه حيث بنى قسطنطين الملك في القرن الرابع كنيسة على اسم رسول الأمم التي هي اليوم بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما.

وتابع الأب الأقدس قائلا إن بولس الرسول خلّد لنا إرثا عظيما استند إليه آباء الكنيسة في تفاسيرهم وتعاليمهم فتركوا شروحات كثيرة عنه، وأشار إلى التجديد الذي بعثه الرسول فتغذت منه البحوث العلمية الحديثة والمعاصرة وظهّرت شخصيته الفذة كرسول سخي ومفكر أصيل كما أن هناك حركات رهبانية وكنسية تنتمي إلى روحانيته.

ولفت البابا إلى أن رائد الإصلاح البروتستانتي مارتين لوتير نفسه وجد تفسيرا جديدا لعقيدة التبرير بالإيمان، حرره من وخز ضميره وكآبة حياته السابقة، فسطر الثقة بصلاح الله الذي يغفر لنا بدون شروط. كما تشير الدراسات العلمية الحديثة للكتاب المقدس أن مبدأ الحرية ومفهومها هو قلب فكر بولس الرسول وحوله يلتقي الكاثوليك والبروتستانت مجتمعين.

ويبقى القديس بولس، ختم البابا، "رسولا ومفكرا مسيحيا غزير الإنتاج، وتظل قدوته وعقيدته حافزا وضمانة لتعزيز وتمتين الهوية المسيحية في كل واحد منا ولتجدد حيوية الكنيسة جمعاء".








All the contents on this site are copyrighted ©.