2009-02-01 15:17:15

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يذكر بأن يسوع أعطى معنى لألمنا وبأن الموت الرحيم حل زائف لمأساة الألم لا يليق بالإنسان


أطل البابا ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، وتمحورت كلمته حول إنجيل اليوم بحسب القديس مرقس ويتحدث عن رجل كان فيه روح نجس فصاح "ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله"، فانتهره يسوع قال "اخرس واخرج منه!". ويقول مرقس الإنجيلي إن الروح النجس صرخ صرخة شديدة وخرج من الرجل. وأضاف بندكتس السادس عشر أن يسوع لا يُخرج الشياطين من الأشخاص محرّرًا إياهم من أسوأ عبودية وحسب إنما يمنع الشياطين أيضًا من كشف هويته، ويحرص على هذا "السر" لأن الأمر يتعلق بنجاح رسالته نفسها التي يعتمد عليها خلاصنا. يعلم يسوع أنه ولتحرير البشرية من تسلُّّط الخطيئة ينبغي عليه أن يضحي بنفسه على الصليب كحمل فصحي حقيقي، أما الشيطان فيحاول تشتيته. وما فتئ المسيح يعلم تلاميذه أنه ولكي يدخل مجده سيعاني كثيرًا، ويُدان ويصلب، لكون الألم جزءًا لا يتجزأ من رسالته.

وتابع البابا قائلا إن يسوع تألم ومات على الصليب من دافع محبته، وأعطى بهذا الشكل معنًى لألمنا، معنًى فهمه رجال ونساء كثيرون من كل عصر واختبروا سكينة عميقة حتى في مرارة المحن الجسدية والمعنوية. وبهذا الصدد ذكّر بندكتس السادس عشر بموضوع رسالة مجلس أساقفة إيطاليا لليوم "من أجل الحياة" هذا الأحد الأول من فبراير بعنوان "قوة الحياة في الألم"، وقال: أضم صوتي لكلماتهم التي تُعلم بمحبة الرعاة للناس وشجاعةِ إعلان الحقيقة والقول بوضوح ـ على سبيل المثال ـ أن الموت الرحيم حل زائف لمأساة الألم، لا يليق بالإنسان. وأضاف البابا أن الحل الحقيقي لا يكون بتقديم الموت إنما بالشهادة للمحبة التي تساعد في مواجهة الألم والاحتضار بطريقة إنسانية. فما من دمعة يذرفها مَن يتألم أو من يقف إلى جانبه منسية لدى الله. وختم كلمته موكلا للعذراء مريم الأشخاص المتألمين والملتزمين يوميا بمؤازرتهم، خادمين الحياة في كل مراحلها، الوالدين، العمال الصحيين، الكهنة، الرهبان، الراهبات، الباحثين، المتطوعين وكثيرين آخرين.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، تحدث الأب الأقدس عن الاحتفال غدا الاثنين بعيد تقدمة المسيح إلى الهيكل، وذكّر بأن سلفه يوحنا بولس الثاني أراد أن يكون هذا العيد يومًا للحياة المكرسة، وقال إنه سيلتقي عصر غد في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان ـ وفي ختام قداس إلهي سيترأسه عميد مجمع مؤسسات الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الإرسالية ـ سيلتقي المكرسين والمكرسات الموجودين في روما، داعيا الجميع أن يرفعوا الشُكر لله على هذه العطية الثمينة ويسألوه بشفاعة العذراء مريم، دعوات جديدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.