2009-01-28 15:09:28

مقابلة الأربعاء العامة: البابا يتحدث عن رسالتي بولس لتلميذيه تيموتاوس وتيطس ويدعو أتباع لوفيفر إلى طاعة الكنيسة ويذكر بالمحرقة النازية


أعرب البابا بندكتس الـ16 عن سروره لنبأ انتخاب المتروبوليت كيريل بطريركا على موسكو وسائر روسيا، خلال مقابلته الأربعاء العامة، واستدعى أنوار الروح القدس لتحل عليه وتمنحه نعمة التفاني والقيادة الحكيمة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، موكلا إياه لرعاية وحماية مريم العذراء الوالدية.

كما تطرق البابا إلى خطابه في احتفال تنصيبه حبرا أعظم، فذكر بواجب رأس الكنيسة دعوة جميع أعضائها للوحدة والمحبة، مستشهدا بآية الصيد العجائبي التي صنعها يسوع المسيح، سائلا الله ألا تتمزق أبدا شبكة وحدة الكنيسة. وفي هذا إطار تعزيز الوحدة والشركة تحديدا، قال البابا إنه لأيام خلت، رفع الحرم عن أربعة أساقفة كان المطران المنشق مارسيل لوفيفر عام 1998 رسمهم أساقفة من دون إذن الفاتيكان، ولهذا دعا أولئك الأساقفة الذين سألوا عطفه وسماحته، أن يقوموا بخطوات ضرورية لبلوغ الشركة التامة مع الكنيسة، شاهرين أمانتهم وإخلاصهم لها واعترافهم التام بتعليم وسلطة البابا والمجمع الفاتيكاني الثاني.

وفي ذكرى المحرقة النازية بحق اليهود، جدد الحبر الأعظم تضامنه الكامل مع أخوة العهد القديم متمنيا أن تحفز هذه المناسبة الأليمة البشرية جمعاء على تجنب الشر وقواه الرهيبة حين تتملك قلب الإنسان، ولتكن المحرقة تحذيرا وتنبيها ضد النسيان والنكران، لأن العنف ضد كائن بشري واحد هو عنف ضد الكائنات كافة.

وفي قاعة بولس السادس بالفاتيكان، تابع البابا بندكتس الـ16 تعليمه الأسبوعي فتناول رسالتي القديس بولس إلى تلميذيه المختارين تيموتاوس وتيطس اللذين أوكلا إليهما مهمات جساما ودقيقة، وقال إن وضع الكنيسة كما جاء في الرسالتين كان مختلفا عما عرفه القديس بولس وعاشه، ونبتت مضامين ثقافية جديدة وعقائد خاطئة في تلك الحقبة.

ويدعو بولس لقراءة راشدة للكتب المقدسة والعودة إلى إرث وديعة الإيمان المحفوظة عند الرسل وخلفائهم من بعدهم: الكتاب المقدس والتقليد هما "الأساس الراسخ الذي وضعه الله" (2 تيم 2/19)، وعليه أن "يلازم الكلام السليم الموافق للعقيدة" (تيطس 1/9). فأساس كل شيء هو الإيمان بالوحي التاريخي لصلاح الله.

وسطر البابا أهمية الجماعة المسيحية في رسالتي بولس إلى تيطس وتيموتاوس، فهي راسخة على الركائز الجوهرية للإيمان الذي يعني الحقيقة أيضا. ولأول مرة في كتابات بولس، يظهر الدور الثلاثي للأسقف والكاهن والشماس، في إشارة إلى أن الكنيسة هي منزل عائلي أو بيت الله حيث يقوم الأسقف بدور الأب.

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين، ذكر البابا الشبيبة بعيد القديس توما الأكويني شفيع المدارس الكاثوليكية، المصادف اليوم الأربعاء ودعا الطلاب جميعا للسير وراء يسوع المسيح، المعلم الحقيقي للحياة والقداسة. كذلك شهد البابا عرضا فنيا وجيزا قدمته مجموعة من بهلوانيي سيرك مدرانو الشهير. كما بارك وكرس لوحا من الرخام معدا ليكون سطحا لمذبح كنيسة الأرمن الكاثوليك في مدينة القدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.