2009-01-24 14:56:50

البابا يستقبل أساقفة الكنيسة الكلدانية في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا بندكتس الـ16 ظهر اليوم السبت أساقفة الكلدان في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، يتقدمهم بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار عمانوئيل الثالث ديلي الذي وجه كلمة باسمهم للحبر الأعظم معربا فيها عن أمانتهم وإخلاصهم لخليفة بطرس وعن قلقهم على وجود المسيحيين ومصيرهم في الشرق الأوسط وفي العراق تحديدا، وقدم له بذلة القداس التي كان يرتديها المطران الشهيد بولس فرج رحّو وبطرشيل القداس خاصة الأب الشهيد رغيد عزيز كنّي.

أعرب الأب الأقدس في خطابه الموجه للبطريرك وللأساقفة الكلدانيين عن قربه الروحي من أبناء الكنيسة والشعب العراقي في هذه الظروف الدقيقة والحرجة مستذكرا دماء المطران رحو والأب كنّي وقافلة الشهداء المسيحيين العراقيين ضحية العنف والحقد الطائفي الأعمى.

سطر البابا عراقة وجود المسيحيين في العراق وخصوصا الكنيسة الكلدانية التي يجب أن تلعب دورا بارزا في تعزيز النمو الروحي والإنساني وتوفر مستوى ثقافيا عاليا لمؤمنيها وبنوع خاص الشباب منهم، تستثمره في المجالات المعرفية الدينية والدنيوية من أجل غد أفضل.

كما سطر أهمية دور الكنيسة الكلدانية المتزن في بناء مجتمع جديد تسوده المصالحة ويجلله الاحترام المتبادل. وإذ شدد على ضرورة استعادة المسيحيين حقوقهم المشروعة كمواطنين عراقيين، أكد بندكتس دعمه لجهود التفاهم والعلاقات الجيدة التي اختارتها الكنيسة المحلية بهدف العيش على أرض مقدسة واحدة للجميع.

ولفت البابا إلى أن المجمع البطريركي الكلداني يشكل ثروة كبيرة ووسيلة مميزة لتمتين العلاقات وروابط الشركة الكنسية بين جميع الأساقفة، كما أن للكنيسة الكلدانية مسؤولية تعزيز الشركة ووحدة جسد المسيح السري بين أفرادها وعليها مواصلة درب الحوار واللقاءات مع رعاة الطوائف المسيحية الأخرى في دفع لعجلة الحوار المسكوني.

وحيا الأب الأقدس في كلمته شجاعة وثبات المؤمنين المسيحيين في العراق الذي يواجهون يوميا المحن وأشكال العنف المتواتر، فشهادتهم للإنجيل أبلغ دليل على حيوية إيمانهم وصلابة رجائهم. ولفت إلى تنامي هجرة المسيحيين العراقيين إلى الخارج نتيجة الحرب وضروب العنف الأخيرة ودعا الأساقفة للحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية ولتمكين الجيل الفتي من التعرف بشكل واف على غنى إرث الكنيسة البطريركية الكلدانية.

وشجع الحبر الأعظم الكهنة والمكرسين والمكرسات وكل المؤمنين على تنمية تعلقهم بالمسيح ومواصلتهم خدمة الكنيسة ورسالتها والوقوف إلى جانب المتضايقين والمرضى والمتألمين، مسطرا أهمية مضاعفة أعمال الخير والمحبة في سبيل الأشد عوزا في العراق من دون تمييز في العرق والمذهب والانتماء.

وحث الحبر الأعظم بطريرك وأساقفة الكلدان على التحلي بالشجاعة والإقدام والرجاء لمواصلة رسالتهم الشاقة خدمة لشعبهم ومؤمنيهم، مثمّنا دعم المسيحيين وذوي الإرادة الطيبة من كل أنحاء العالم ومساعدتهم لإخوتهم في العراق. وإذ سأل الله أن يشع وجهه المحب والسموح على الشعب العراقي المتألم، وأن يشفع فيهم دم الشهداء المسفوك لدى العليّ، استمطر البابا بندكتس الـ16 على ضيوفه بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.