2009-01-19 15:41:09

رسالة البابا المتلفزة في ختام اللقاء العالمي السادس للعائلات في مكسيكو سيتي


في نقل متلفز ومباشر، وجه البابا بندكتس الـ16 رسالة إلى المشاركين في اللقاء العالمي السادس للعائلات الذي اختتم أعماله أمس الأحد بقداس احتفالي ترأسه الكاردينال ترشيزيو برتونه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في العاصمة المكسيكية وعاونه فيه الكاردينال إنّيو أنطونيللي رئيس المجلس الحبري للعائلة والكاردينال نوربرتو ريفيرا كاريرا رئيس أساقفة مكسيكو سيتي ولفيف من الأساقفة والكهنة.

وحيا في رسالته المتلفزة أبناء الشعب المكسيكي الذي يحمله البابا في قلبه وفكره وصلواته ويشاطره همومه، مسطرا أن الإنجيل راسخ ومتجذر في المكسيك وعاداته وثقافاته وهوية شعبه. ودعا لصون هذا الإرث الإيماني كي يظل مصدر طاقات أخلاقية وروحية في مواجهة تحديات العصر بشجاعة وإبداع وتستقبله الأجيال الفتية عطية ثمينة. ولفت البابا إلى أنه تمكن من القيام برحلة حج روحي عبر وسائل الإعلام الحديثة وتقنياته إلى المزار المريمي الشهير قلب المكسيك وكل أمريكا ليكرّس العائلات وأسر العالم جمعاء تحت نظر مريم العذراء سيدة غوادالوبه.

شدد بندكتس الـ16 على أن اللقاء العالمي السادس للعائلات يشجع الأسر المسيحية على تحرر أفرادها وغناها بالقيم الإنسانية والإنجيلية في مسيرتها نحو القداسة. كما أن الجواب المسيحي عن التحديات التي تواجه الأسرة والحياة البشرية بشكل عام يقوم على تعزيز الثقة بالرب والتغذي بكلمة الله.

العائلة هي أسّ ضروري للمجتمع وللشعوب، تابع البابا، وهي خير لا بديل عنه للأبناء ثمرة حب الوالدين وعطائهم الكامل والسخي، كما أنها تتصدر سلم التربية للشخص والفرد وهي مدرسة إنسانية وقيم ثابتة. وعرض البابا عقبة أمام العمل التربوي وهي الفكرة المغشوشة عن الحرية التي فيها تتمجد وتمدح النزوات والاندفاعات الشخصية حتى تطوي كل أحد على الأنا الفردية. وقال إن حرية الكائن البشري الحقيقية هي في كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله ويجب أن تمارس بمسؤولية ووعي للخير العام.

وأضاف الحبر الأعظم أن شهادة كل المعمَّدين والتزامهم العام ضرورية للتأكيد على الكرامة والقيمة الفريدة للعائلة المؤسسة على اقتران رجل بامرأة ولا بديل عن ذلك مطلقا، ويجب بالتالي تعزيز تدابير تشريعية وإدارية من شأنها دعم حقوق العائلة التي لا تمس وحمايتها من كل التعديات.

أعرب الأب الأقدس عن قربه الروحي من كل الأسر والعائلات التي تشهد على أمانتها في ظل ظروف صعبة كما شجع الأسر الكبيرة على السخاء في تربيتها وثقتها بالله، من العائلات التي تعاني العوز والضيق والأمراض والتهميش الاجتماعي والهجرة وبنوع خاص الأسر المسيحية المضطهَدة من أجل إيمانها.

هذا وأعلن البابا بندكتس الـ16 عن انعقاد اللقاء العالمي السابع للعائلات المرتقب في مدينة ميلانو الإيطالية عام 2012 تحت عنوان: "العائلة والعمل والعيد"، خاصا الكاردينال تيتّامانزي رئيس أساقفة ميلانو بالشكر لاستعداده الطيب في استضافة هذا الحدث العالمي الكبير.

وفي ختام رسالته، أوكل الحبر الأعظم أسر العالم وعائلاته لحماية العذراء القديسة التي تكرمها الديار المكسيكية بكل احترام ووقار تحت اسم سيدة غوادالوبه التي تذكرنا بأن سعادة المسيحيين هي في تتميم مشيئة المسيح، ورفع البابا لسيدة غوادالوبه صلاة مريمية خاصة بهذه المناسبة، قال: "يا سيدة غوادالوبه، أيتها الأم القديسة، يا من أظهرت حبك وحنانك لشعوب القارة الأمريكية، أغمري بالنعمة والرجاء سكان وعائلات العالم أجمعين. إليك، يا من تتقدمينا على درب الإيمان وترشدي خطانا صوب الوطن السماوي، نكل أفراح ومشاريع وهموم وأشواق الأسر كلها. إليك مريم نلجأ واثقين من حنانك الوالدي، فلا تغفلي عن طلباتنا التي نرفعها لك على نية عائلات العالم كله في هذه الحقبة الصعبة من التاريخ، بل اقبلينا جميعنا في قلبك الحنون ورافقي مسيرتنا نحو الوطن السماوي. آمين".








All the contents on this site are copyrighted ©.