2009-01-07 16:39:32

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن العبادة الإلهية من منظار القديس بولس الرسول


في أول مقابلة عامة له هذا العام التقى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء أكثر من أربعة آلاف حاج ومؤمن غصت بهم قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. وضمن الحبر الأعظم تعليمه دعوة ملحة لجميع المسيحيين كيما يعبدوا الله ويكرموه من خلال حياتهم اليومية. وقد استهل الحبر الأعظم كلمته معتذراً عن صوته الخافت والضعيف الناجم عن إصابته بالأنفلونزا.

تمحور تعليم البابا الأسبوعي حول نظرة القديس بولس الرسول إلى مسألة العبادة الإلهية. وقال إن رسول الأمم رأى في صليب المسيح تحولاً تاريخياً. فمع مجيء المسيح وموته على الصليب تم تخطي التقليد القديم للعبادة الإلهية، الذي كان يرتكز إلى تقدمة الذبائح لله، باعتبار أن دم الذبيحة يشكل تكفيراً عن الخطايا، فتفتح هذه التقدمة صفحة جديدة، وتبدأ حياة جديدة.

القديس بولس أكد أن صليب المسيح ـ الذي شكل ذروة المحبة الإلهية ـ كان صلة الوصل بين الرحمة الإلهية والبؤس البشري. ولهذا السبب يدعو رسول الأمم المؤمنين إلى تقديم ذواتهم بالكامل ليسوع المسيح كيما يحيوا به ومعه. وهذا يتضمن دعوة لتمجيد الله بالروح والجسد، أي بواسطة حياتنا اليومية أيضاً.

يؤكد القديس بولس ـ تابع البابا يقول ـ أن زمن تقديم الذبائح لله ولّى وآن الأوان ليعبد المؤمن الله بطريقة صائبة. فالمسيح بذل نفسه من أجل أحبائه ومات على الصليب، جاعلاً من نفسه ذبيحة من أجلهم. ومن خلال الاتحاد مع المسيح نجعل من أنفسنا تقدمة للرب، وهذه هي العبادة الإلهية الصحيحة. الكنيسة تعلم أن المسيح حاضر بيننا بواسطة سر الإفخارستيا لكنها تصلي من أجل المؤمنين كيما نصير "تقدمة" تُرضي الله.

وختم البابا مقابلته العامة مع المؤمنين مؤكداً أنه عندما تدخل العائلة البشرية كلها في علاقة شركة مع يسوع المسيح، يصبح العالم موحداً، ويصير مرآة لمحبة الله، وهذا ما يتمناه ويطمح إليه كل كائن بشري. وقال إن جماعة المؤمنين مدعوة للعمل في هذا الاتجاه، لأن هذه هي غاية رسالة الكنيسة التبشيرية. وتمنى بندكتس السادس عشر أن يضع كل مؤمن مسيحي هذا الهدف نصب عينيه في مطلع العام الجديد. هذا ثم وجه الحبر الأعظم تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.