2008-12-30 15:31:30

وقفة ميلادية حول كلمة الحياة


قراءة من اللاهوتي ماكس توريان (+1996)

 

تقيّدَ يوسف ومريم أيضا بالناموس. إلا أن لوقا يشير إلى صفة الاحتفال الداخلية. فاكتفى بذكر تقدمة يسوع دون ذكر الفدية، والمهم هنا هو معنى الاحتفال: تكريس البكر لله والاعتراف بأنه ملكه. ويجوز تأدية الفدية في أي مكان بإعطاء الكاهن المبلغ المحدد. أدى يوسف ومريم واجب الصعود إلى الهيكل ليكرسا يسوع لله ويظهرا ملكية الله على ولدهما.

تأتي هنا المرحلة الثالثة والحاسمة لصعود المسيح إلى الهيكل: صعود ابن الله إلى بيت أبيه. وفي الاحتفال بالتقدمة تبدو مريم متجردة تماما من أمومتها البشرية. فيوسف ومريم فقيران لا يستطيعان أن يقدما إلا الطائرين، كما تنص الشريعة بالنسبة للفقراء (أحبار 12/8). فهما أفقر من أي والدين في إسرائيل، وابنهما البكر هو المسيح ابن الله، وتكريسه لله كولد بكر له دلالته.

وهناك أكثر من الاحتفال بالفدية، هناك تضحية ابنهما الكاملة للرب والتنازل الكامل عن حقوقهما الوالدية. مريم، ابنها ليس لها بل هو مكرَّس لله وهي أم ابن الله الذي لا يخص إلا الله، وهو الله ويجب أن تنفصل عنه شيئا فشيئا لتتركه نهائيا في رسالته المسيحانية.

هذا الاحتفال هو فعلُ تكريس وتضحية، تقدمةٌ لله ونكرانُ ذات. هو استسلامٌ لله وتجرّدٌ من الذات. تذكرنا هذه التقدمة بتنازل حنة عن صموئيل خدمة لهيكل الله في سيلو (1 ملوك 2/24-28)، هذه العاقر التي طالما رجت طفلا، وفت نَذرَها عندما استُجيبت: "أحرره للرب كل أيام حياته، إنه مُحرَّرٌ للرب" (1 ملوك 1/11).

(مريم أم الرب ورمز الكنيسة، الفصل الثامن)








All the contents on this site are copyrighted ©.