محطة ميلادية حول كلمة الحياة

قراءة من اللاهوتي ماكس توريان (+1996)

 

قال سمعان الشيخ في نشيده (راجع لوقا 2/29-33) إنه رأى في يسوع خلاصا أعده الله للشعوب كلها. والمخلص لذي يحمله الآن بين ذراعيه، يكون وارثا عرش داود وملك إسرائيل ومسيح شعب الله وحسب، بل كشف الملاك جبرائيل أنه سيملك "على بيت يعقوب إلى الأبد"، ثم أعلنت الملائكة أن مملكة المسيح ستشمل جميع البشر: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام للذين يحبهم". ومع هذا كان بإمكان اليهود المنتشرين في الأرض والذين أحبهم الله أن يسمعوا هذا الوعد. فجاء سمعان يكشف ليوسف ومريم بوضوح تام أن المخلص أُعِدَّ للشعوب كلها وأنه نورٌ يضيء الأمم.. تأتي تقدمة المسيح إلى الهيكل بعد البشارة والميلاد لتوضح لمريم من جديد، رسالةَ ابن الله الجامعة: خلاصَ الشعوب كلها ونورَ الأمم.. أنشد سمعان نشيد مجد المسيح الذي حمله بين ذراعيه، ثم بارك يوسف ومريم (راجع لوقا 2/34-35) فرفع آيات الشكر والحمد من أجلهما ومنحهما بركة الرب وهما يحتاجان إليها، ليَسمَعا نبوءتَه عن مريم ويتمّماها.

(مريم أم الرب ورمز الكنيسة، الفصل الثامن)

 

ابتهال وصلاة

 

أيها الإلهُ الأزليُ والكلّيُ القدرة، في هذا اليوم قُدِّم ابنك الوحيد إلى الهيكل في جسد شبيه بجسدنا. امنحنا نعمةَ التقدمِ إليك بقلبٍ طاهر، بالمسيح ابنِك، ربِنا الذي يحيا ويَملِك معك باتحاد الروح القدس، إلها واحداً، إلى أبد الأبِدين. أمين.