2008-12-27 14:47:45

محطة روحية ميلادية: عيد الرسول يوحنا الإنجيلي


فأسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي أحبه يسوع، وقالت لهما: "أخذوا الرب من القبر ولا نعلم أين وضعوه". فخرج بطرس والتلميذ الآخر وذهبا إلى القبر يسرعان السير معا. ولكن التلميذ الآخر سبق بطرس، فوصل قبله إلى القبر وانحنى فأبصر اللفائف ممدودة، ولكنه لم يدخل. ثم وصل سمعان بطرس وكان يتبعه، فدخل القبر فأبصر اللفائف ممدودة والمنديل الذي كان حول رأسه غير ممدود مع اللفائف، بل على شكل طوق خلافا لها، وكان كل ذلك في مكانه. حينئذ دخل التلميذ الآخر وقد وصل قبله إلى القبر، فرأى وآمن. (يوحنا 20/2-8)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+395)

الميلاد فاتحة السر الفصحي

 

لسنا هنا في معرِض المدائحِ الفصحية، فالفصحُ هو بالحري آخرُ أعمال التدبير الإلهي، وهل من نهايةٍ ليس لها بداية؟ فما هو الوقتُ الأسبق؟ إنه بلا شك ذاكَ الذي يفتتح نظامَ الآلام.

هكذا تدخلُ أعجوبةُ الفصح، نوعا ما، في مديح الميلاد. أتذكرون لي الحسناتِ التي يرويها الإنجيلُ والعجائبَ والشفاءاتَ وتكثيرَ الخبز وإقامةَ الموتى من القبور؟ وتحويلَ الماء إلى خمر وطردَ الشياطين والتغلبَ على عدة أمراض وإعادةَ الصحة وقفزَ العُرج وعودةَ البصر بواسطة الطين؟ والتعاليمَ الإلهيةَ والأوامرَ والأمثالَ وتعليمَ أصول الحقائق السُميا؟ كلُ هذا من نِعَمِ العيدِ هذا، فهو الذي يدشّن الهِبات العجيبةَ التي تلي.

فلنفرحْ إذا ونتهللْ في هذا اليوم ولا نخشينَّ المُعيِّرين ولا نفشلنَّ أمام سخرية الكافرين الذي يهزأون من تدبير الله ويرَوْنَ أنه لا يليقُ بالله أن يتجسدَ بالطبيعة البشرية فيمتزجَ بالجسد في المولِد. تمّمَ اللهُ هذا الأمرَ لخلاصنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.