2008-12-26 15:22:18

محطة روحية في ثاني عيد الميلاد: عيد القديس إسطفانس أول الشهداء


احذروا الناس، فسيسلمونكم إلى المجالس، ويجلدونكم في مجامعهم، وتساقون إلى الحكام والملوك من أجلي، لتشهدوا لديهم ولدى الوثنيين. فلا يهمكم حين يسلمونكم كيف تتكلمون أو ماذا تقولون، فسيلقى إليكم في تلك الساعة ما تتكلمون به. فلستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم يتكلم بلسانكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويثور الأبناء على والديهم ويميتونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية فذاك الذي يخلص.

(متى 10/17-22)

 

قراءة من القديس البابا لاون الكبير الأول (+461)

 

لقد عرفتم أيها الإخوةُ وطالما سمعتمُ المواعظَ عن سر الاحتفال بهذا اليوم. فكما أن النورَ يُفْرِح العيونَ السليمة، هكذا نورُ مولد الرب يسوع يفعِم القلوب المستقيمة فرحا أبديا. لا نستطيع نحن أن نصف هذا المولد كما يجب ولكن لا يجوز السكوت عنه. إن كلمةَ "من يصف مولده" (أشعيا 53/8) التي جاءت في الكتاب المقدس، لا تنطبق كما نظن على سر مساواةِ ابنِ الله بأبيه بالأزلية وحسب، بل أيضا على هذا المولد الذي به "صار الكلمةُ جسدا" (يوحنا 1/14). ولهذا فإن الله ابنَ الله المساوي لأبيه بالطبيعة، بل الذي هو واحدٌ معه، خالقُ وسيدُ كل شيء، الحاضرُ بكلّيته في كل مكان دون أن يستوعبَه شيء، قد اختار، في تعاقبِ الأزمنة التي تَكرُّ بحسبِ أمره، يوما محدودا يولد فيه لخلاص العالم من الطوباوية مريم العذراء، محافظا بدقة في كل شيء على طهارة أمه التي لم تُثْلَبْ.. إن هذه الولادة العجيبة للعذراء مريم القديسة، أعطتِ النورَ لشخصٍ واحدٍ هو بالحقيقة إلهيٌ وبشريٌ معا. (في الميلاد، العظة 43)








All the contents on this site are copyrighted ©.