2008-12-25 11:31:39

عيد ميلاد الرب يسوع المسيح


في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله. كان في البدء لدى الله. به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة نور الناس والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات. ظهر رجل مُرسَل من لدن الله اسمه يوحنا. جاء شاهدا ليشهد للنور فيؤمن عن شهادته جميع الناس. لم يكن هو النور بل جاء ليشهد للنور. الكلمة هو النور الحق الآتي إلى العالم والمنير كل إنسان.كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفه. جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته. أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله: إنهم لم يولدوا من ذي لحم ولا من رغبة ذي لحم ولا من رغبة رجل بل من الله. والكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده، مجداً من لدن الآب لابن وحيدٍ ملؤه النعمة والحق. شهد له يوحنا فهتف: "هذا الذي يأتي بعدي قد تقدمني لأنه كان قبلي". فمن ملئه نلنا بأجمعنا وقد نلنا نعمة على نعمة. لأن الشريعة أُعطيت عن يد موسى وأما النعمة والحق، فقد أتيا عن يد يسوع المسيح. إن الله ما رآه أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبر عنه. (يوحنا 1/1-18)

 

قراءة من القديس أغسطينس (+430)

من يصف مولده

 

إن الذي بصفته مولودا من أمه كرس هذا اليوم للأجيال، هو صانع الأجيال، بصفته مولودا من الآب. في هذين المولدين، واحد لا يمكن أن يصدر عن أمّ وآخر لم يحتج إلى أبوة رجل. وبكلمة، إن يسوع ولد من أب كما ولد من أم، وبدون أب كما ولد بدون أم. إله بأبيه وإنسان بأمه، إله بدون واسطة أم وإنسان من دون واسطة أب: لهذا "فمن يصف مولده؟" (أشعيا 53/8).

أجل لقد كان الأنبياء على حق في نبوءتهم، إنه سيولد طفل تحتفل بمولده السماوات والملائكة. إن الذي يحوي العالم فيه، يرقد في مذود، يجتمع في واحد، طفل بلا كلام وهو "الكلمة". مَن لم تسعه السموات تحتضنه امرأة واحدة. كانت مريم تحكم على ملكنا وتحتضن مَن نحن فيه، وكانت تغذي غذاءنا. يا له من ضعفٍ باهر واتضاعٍ جميل، توارت فيه ألوهية كاملة! كان له سلطان على الأم التي وُكِل إليها أمر العناية به طفلا، ويغذي بالحق مَن كان يَرضع ثديها. عساه يكمّل فينا نعمه وهو الذي لم يخجل من أن يأخذ حتى طفولتنا ويجعل منا أبناء لله، إذ أراد لأجلنا أن يكون ابنا للإنسان.








All the contents on this site are copyrighted ©.