2008-12-25 15:37:30

بركة البابا لمدينة روما والعالم: لينتشر النور الإلهي في الأرض المقدسة ولبنان والعراق والشرق الأوسط وأفريقيا ويحل السلام والاتفاق


"إن نعمة الله ، ينبوع الخلاص لكل الناس، قد ظهرت" (طيطس 2/11) بهذه العبارة من رسالة القديس بولس إلى تلميذه طيطس، حيا البابا بندكتس الـ16 حشود المؤمنين والحجاج والسائحين مطلا من على شرفة البركات وألقى عليهم رسالته لمدينة روما والعالم التي شدد فيها على نعمة الله المخلِّصة شعوبا عديدة من ظلمة الموت وسائلا طفل المغارة أن يشع نوره على الأرض المقدسة، لبنان، العراق، زيمبابوي، السودان والصومال.

سطر الأب الأقدس أن الميلاد هو عيد النور لأن نعمة الله قد ظهرت، عيد البهاء المتألق في ظلمة الليل الدامس الذي انتشر من نقطة محددة في العالم، من مغارة بيت لحم في فلسطين، حيث أبصر الطفل الإلهي النور. ظهرت نعمة الله لكل الناس: لليهود والوثنيين، الأغنياء والفقراء، القريبين والبعيدين، المؤمنين وغير المؤمنين.. للجميع. وحدها نعمة الله قادرة على تغيير قلب الإنسان فتجعله واحة سلام.

هذا ووجه الحبر الأعظم أنظاره وفكره إلى بيت لحم ومغارتها من حيث انطلق النور الإلهي ليشع على الأرض المقدسة كلها التي بدأ الأفق بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالتجهّم والسواد. كما سأل النور الإلهي أن يعمّ ويغمر لبنان والعراق والشرق الأوسط كله، وأمل أن تؤول جهود من لم يذعنوا لمنطق المصادمات والعنف بل غلّبوا سبل الحوار والتفاوض، تؤول لاحتواء التشنجات الداخلية في الدول الأفراد والتوصل لحلول عادلة ومستدامة للصراعات العاصفة بمنطقة الشرق الأوسط.

وإلى هذا النور الإلهي الذي يحوّل ويجدد، يصبو سكان زيمبابوي في أفريقيا الذين تخنقهم منذ أمد بعيد أزمة سياسية اجتماعية تسوء يوما بعد يوم، كذلك يتوق إلى هذا النور رجال ونساء جمهورية الكونغو الديمقراطية وبنوع خاص في منطقة شمال كيفو المعذبة، وأيضا سكان إقليم دارفور بالسودان وشعب الصومال، الذي ما انفك يعاني انعدام الاستقرار والسلام. وقال إن أطفال تلك البلدان وكل الدول المتألمة يتشوقون بصبر شروق بشائر الرجاء في أفق مستقبلهم.

وشدد بندكتس الـ16 في رسالته لمدينة روما والعالم على أن نور الميلاد سيسطع ويتألق حيث تنتهك كرامة الشخص البشري وحقوقه، حيث تطفو الأنانيات الفردية والجماعية على الخير العام، حيث يتنامى ظمأ الحقد الأخوي واستغلال الإنسان لأخيه، حيث يفرّق التقاتل الداخلي الجماعاتِ والإتنيات وتجرح التعايش بينها، حيث يد الإرهاب تهدد وتضرب بشكل متواصل، حيث تشح مصادر العيش وأخيرا حيث  يتطلع الإنسان بقلق إلى مستقبل بات مزعزعا حتى في الدول المترفة. سيسطع نور الميلاد ويحض الجميع على العمل، كل في مجاله، بروح التضامن الحقيقي. وقال إذا ما فكر كل واحد بنفسه وبمصالحه الشخصية، فإن العالم صائر إلى الزوال.

ودعا الأب الأقدس للسجود ليسوع المسيح في كل بقعة من الأرض، لطفل مغارة بيت لحم، مغارة النور، الذي يدعونا بقوله: لا تخافوا! ولأن نعمة الله نبع الخلاص قد ظهرت اليوم في عالمنا بطاقاته وضعفه، بتقدمه وأزماته، برجائه وقلقه. ثم هنّأ المؤمنين والحجاج وكل من يتابعونه عبر شاشات التلفزة وأثير الإذاعات وحياهم بلغات عديدة بلغت الستين ومن بينها اللغة العربية حين قال: ميلادٌ مجيدٌ!








All the contents on this site are copyrighted ©.