في غمرة الاستعداد لعيد الميلاد رئيس أساقفة مومباي يوجه رسالة سلام ومحبة

في غمرة الاستعداد لعيد الميلاد المجيد وفي ظل أوضاع صعبة مقلقة تعيشها الجماعة المسيحية في الهند، أجرت صحيفة "أوسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية مقابلة مع رئيس أساقفة بومباي الكردينال أوزفالد غراسياس حول الأوضاع السائدة في هذا البلد الأسيوي واستعداد المسيحيين للاحتفال بميلاد المخلص بعد أعمال عنف واعتداءات متواصلة شنتها مجموعات هندوسية متطرفة في مناطق عدة، لاسيما في إقليم أوريسا.

ذكّر الكردينال غراسياس في مستهل كلامه بأن الكنيسة الكاثوليكية في الهند معروفة بخدماتها التربوية والصحية ونشاطاتها الاجتماعية وقال إن الجماعة المسيحية مسالمة تضع نفسها في خدمة القريب. أما في ما يتعلق بالاعتداء على المسيحيين واستعدادهم للاحتفال بعيد الميلاد، قال الكردينال غراسياس إن إقليمي أوريسا وكرنتاكا شهدا لحظات عصيبة أليمة ولم توفّر الاعتداءات الإرهابية أيضًا مدينة مومباي، ومن الطبيعي أن تخلو الاحتفالات من فرحة العيد المألوفة.

وفي سؤال عن الأسباب الكامنة وراء تأزم الأوضاع في البلاد، قال رئيس أساقفة مومباي إن الأسباب متعددة أولها يتعلق باغتيال زعيم هندوسي يُدعى سوامي لكشامانندا وأضاف: على الرغم من تبّني مجموعة يسارية متطرفة من الماويين عملية اغتياله فقد انتشرت أصوات تقول إن المسيحيين قتلوه. وذكّر الكردينال غراسياس بأن الكنيسة الكاثوليكية دانت عملية الاغتيال غير أن قادة سياسيين عديمي المسؤولية واصلوا توجيه الاتهامات للجماعة المسيحية، ما أدى بالتالي إلى انتكاس الأوضاع.

وعن عمل الحكومة والأحزاب السياسية من أجل وقف العنف، قال رئيس أساقفة مومباي بالهند إن الحكومة المركزية وحكومة إقليم أوريسا لم تتحليا بالمسؤولية اللازمة كما أن وفودا عديدة اجتمعت بقادة سياسيين، غير أن كل شيء انحصر بعباراتِ تفهّم، ويتواصل العنف منذ أكثر من شهرين.

وعن الرسالة التي يوجهها إلى الجماعة المسيحية، قال الكردينال غراسياس في ختام حديثه لصحيفة "أوسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية، إنه يوجه رسالة محبة وسلام لجميع المؤمنين، وذكّر بأن الاضطهاد ليس بأمرٍ جديد بالنسبة للكنيسة، وأشار في الآن الواحد إلى أهمية تنمية الحوار بين الأديان وتعزيز السلام والوئام بين البشر، والالتزام من أجل إزالة الأحكام المسبقة من عقول الناس، مذكّرا بما قاله المسيح "أنا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر".