مداخلة المطران ميليوري في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

لمناسبة مرور 60 سنة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة استثنائية أمس الأربعاء الموافق تاريخ العاشر من ديسمبر كانون الأول إحياء لهذه الذكرى وألقى المطران تشيليستينو ميليوري مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ألقى مداخلة قال فيها إن الإعلان العالمي يشكل وثيقة أساسية للحياة الدولية وحياة البلدان الأفراد، وثيقةً تستطيع من خلالها الشعوب والدول والمؤسسات الدولية، اليومَ أيضًا، إعادة اكتشاف القيمة العالمية لكرامة الإنسان.

وأضاف المطران ميليوري: نستطيع القول إن العائلة البشرية بأسرها أكدت عبر هذا الإعلان العالمي أن احترام الحقوق ثمرة العدالة وضمانة للسلام، كما أظهرت الشعوب والدول والحكومات من خلال الحماية الدولية الحقوق رغبةً في تحاشي النزاعات وسلوك طريق مشترك من التعاون.

وذكّر المطران ميليوري بما قاله البابا بندكتس السادس عشر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيسان أبريل الفائت حينما ربَطَ الحقوق الإنسانية وحمايتها بهدفين أساسيين ألا وهما تعزيز الخير العام وصون حرية الإنسان. وأشار مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الخير العام يُعبَّر عنه جليًا في الدعوة لأن يعامل الناس بعضهم بعضًا بروح الإخاء، كما جاء في المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأضاف أن أول انتهاك لهذه الحقوق عدمُ توفّر شروط الحياة الأساسية، وغياب توزيع عادل للثروات وأوضاع الفقر والجوع والافتقار لعلاج طبي.

وليس من سبيل الصدفة ـ قال المطران ميليوري ـ أن يكون أول الأهداف الإنمائية للألفية تخطي هذا الوضع الذي تعاني منه شريحة كبرى من شعوب العالم، وتابع مذكّرا بأن "جميع الناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق"، وبأن الحرية الدينية حقٌ أساسي يرِد أيضًا في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

هذا وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك مداخلته بالقول إن الحقوق الإنسانية هي ثمرة تصرفات مسؤولة وضرورية في عالم يملك الوسائل الملائمة والبنيات المتخصصة لوضع حد لوصمةِ عارِ الجوع والفقر ولضمانِ الأمن وحماية الحياة في كل مراحلها. إن الاحتفال بالذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعني وضع الإنسان في قلب المجتمع الدولي لتخطي العراقيل الموجودة على طريق البشرية.