2008-12-09 15:50:37

البابا يكرم العذراء مريم في ساحة اسبانيا بروما: نقدم لمريم ورودا وأشواك شرور المجتمع


احتفالا بعيد سلطانة الحبل بلا دنس وكعادة كل الأحبار الأعظمين في مثل هذا اليوم، توجه البابا بندكتس الـ16 عصر أمس الاثنين إلى ساحة اسبانيا بروما ليضع إكليلا على يد تمثال السيدة العذراء المرتفع في وسطها وتوقف قبيل وصوله أمام كنيسة الثالوث الأقدس في شارع كوندوتّي حيث رحب به تجار وأصحاب المحال.

وأمام تمثال العذراء في ساحة اسبانيا بروما، ألقى الحبر الأعظم كلمة تذكر فيها زيارته الرسولية إلى فرنسا وإلى لورد خصوصا لمناسبة الذكرى التاريخية الخمسين بعد المائة لظهورات السيدة العذراء على برناديت سوبيرو حين أسرّت إليها بعبارة "أنا التي حبل بها بلا دنس"، والتي ترددها الكنيسة وبنيها مدى الأجيال، في روما وفي أنحاء العالم كله.

وقال البابا إننا حين نرفع أنظارنا نحو العذراء مريم، مثل طفل يرنو إلى عيني أمه مبتسما فيدرك أنه بأمان وينسى كل خوف وألم، نرى فيها بسمة الله وانعكاس طهر النور الإلهي ونقاوته ونجد فيها رجاء جديدا وسط مصاعب هذا العالم ومآسيه.

وأضاف الأب الأقدس أن البابا يشارك مدينة روما في تكريمها للعذراء مقدما لها سلة من الورود علامة حب وإكرام ومودة البابا وكنيسة روما وجميع سكان المدينة الخالدة، ورود تحمل أسمى عبارات الحسن والجمال والأعمال الصالحة خلال السنة المنصرمة. ولفت إلى أن الورود لا تخلو من أشواك المصاعب والآلام والشرور التي تسبب جراحا في حياة الأشخاص والجماعات، موكلا إلى السيدة العذراء كل هذه الهموم والمشاكل.

ورفع الحبر الأعظم صلاته سائلا السيدة العذراء في عيدها أن تحيط الصغار بعنايتها الوالدية، صغار مدينة روما وضعفاءها وهم الأطفال وحاملي الأمراض الخطيرة والشباب التائه وكل من يعاني من ثقل الوضع العائلي.

 كذلك أوكل البابا لحماية مريم المسنين الذين يعيشون منعزلين والمرضى والمهاجرين الذين يجهدون في الاندماج الاجتماعي والثقافي، الأسر المعوزة وكل الذين لا يجدون عملا أو من فقدوا وظيفة معيلة.

وابتهل الأب الأقدس إلى العذراء مريم كي تعلم الجميع التضامن مع من يحيا في الضيقات وتبديد التباين الاجتماعي في العمل على المساواة بين أفراد المجتمع كافة، كما سألها أن تنعش في القلوب حس الخير المشترك واحترام الصالح العام، وأن يدرك سكان روما أن مدينتهم هي إرث للجميع وواجب كل أبنائها أن يسهموا في بناء مجتمع أكثر عدالة وتضامنا. وختم صلاته متضرعا إلى السيدة العذراء النقية، أمّ الله وأمنا، خلاص الشعب الروماني، أن تهب المسيحيين فضيلة الشجاعة، شجاعة حراس الفجر، ليكونوا حركة العالم وسط هذه المرحلة العصيبة من التاريخ.








All the contents on this site are copyrighted ©.