البابا يذكّر في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين بأن محبة المسيح لا تجعلنا نحيا لأنفسنا ويوجه تحية للكاثوليكوس آرام الأول

أجرى البابا صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان تابع فيها تعليمه عن رسول الأمم في الألفية الثانية لولادته متحدثا أمام زهاء تسعة آلاف مؤمن عن البر بالإيمان وعمل الروح القدس في حياتنا.

استهل بندكتس السادس عشر المقابلة العامة بتوجيه تحية أخوية للكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس، داعيًا الجميع إلى رفع الصلاة للرب كيما تشكل هذه الزيارة خطوة جديدة على طريق الوحدة التامة، مثنيًا على التزام الكاثوليكوس الشخصي بالعمل المسكوني، لاسيما في اللجنة الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وفي مجلس الكنائس العالمي. من جهته، شدد كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس على أهمية إعادة تبشير الجماعات المسيحية والعائلات في عالم اليوم الذي يشهد انحطاط القيم الخلقية وتهميش القيم الروحية.

وبالعودة لمقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين قال البابا بندكتس السادس عشر إن القديس بولس يشير إلى أننا بُرِّرنا بالإيمان بالمسيح وأن محبة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا، وأن الإيمان بدون محبة ليس بإيمان حقيقي وأن القيمةَ للإيمان العامِل بالمحبة، ويقول في نشيد المحبة في رسالته الأولى لأهل قورنتس "لو تكلّمت بلغات الناس والملائكة ولم تكنْ لي المحبة، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن..."، كما ويذكّر بأن المحبة المسيحية متطلّبة لكونها تنبع من محبة المسيح الكاملة لنا: هذه المحبة التي لا تجعلنا نحيا لأنفسنا بل للذي مات وقامَ من أجلنا.

وأضاف البابا أنه لا يوجد تناقض بين لاهوت القديس بولس ولاهوت القديس يعقوب حول قيمة الإيمان والأعمال بالنسبة للخلاص، إذ يرى كلاهما أن الإيمان العاملَ بالمحبة يشهد على النعمة المجانية للتبرير بالمسيح، وختم تعليمه الأسبوعي مذكّرا بما قاله القديس بولس في رسالته لأهل روما "لا شيء بوسعه أن يفصلنا عن محبة الله لنا"، وهذا اليقين يمنحنا قوة العيش في الإيمان العامِل بالمحبة.

وفي ختام مقابلة البابا العامة مع المؤمنين التقينا رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي. نستمع إلى ما قاله.