2008-11-24 14:51:53

البابا يستقبل الكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان الكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس. وجه الحبر الأعظم لضيفه تحية أكد في مستهلها أن هذه المناسبة ليست إلا تتمة للقاء الذي جمع الكاثوليكوس آرام الأول بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني في كانون الثاني يناير من عام 1997، ويندرج لقاء اليوم في إطار الاتصالات والزيارات المتبادلة التي ساهمت ـ خلال السنوات القليلة الماضية ـ في تعزيز العلاقات المسكونية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرمنية الرسولية وتحقيق تقارب بين الكنيستين.

ثم أشار بندكتس السادس عشر إلى أن الكنيسة الأرمنية قدمت قديسين كبار يشكلون إرثاً روحياً للكنيسة الجامعة، متوقفاً عند ذكر القديس نيرسيس، أسقف طرطوس. وقال إن العديد من قديسي الكنيسة الأرمنية لم يترددوا في تقدمة حياتهم ثمناً لأمانتهم للإنجيل، وقد ظهرت هذه الغيرة الرسولية بشكل واضح خلال القرن العشرين، أثناء الاضطهادات التي عانت منها الأمة الأرمنية، في إشارة إلى المجازر الأرمنية للعام 1915.

بعدها أشاد الحبر الأعظم بالجهود التي يبذلها "بيت كيليكيا" في سبيل تعزيز الحوار المسكوني بين مختلف الكنائس المسيحية، وقال إن هذه الجهود ساهمت في دفع الحوار المسكوني بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية. وأمل البابا بأن يستمر الحوار المسكوني كيما يُصار إلى إزالة اللغط الموجود حول مسائل لاهوتية كانت عاملاً رئيساً في تفريق تلاميذ المسيح.

إن الأرمن المقيمين في بلاد الشتات ـ تابع بندكتس السادس عشر يقول ـ يعيشون جنباً إلى جنب مع مؤمني الكنيسة الكاثوليكية، والكل مدعو إلى الشهادة للقيم الروحية والخلقية في عالم اليوم. بعدها أعرب البابا عن قلقه العميق حيال الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان لبنان ومنطقة الشرق الأوسط ككل. وتساءل: كيف يسعنا ألا نتألم إزاء التوترات والصراعات التي تُحبط جهود المصالحة والسلام على مستويات الحياة المدينة والسياسية كافة في المنطقة؟ ويُشكل مصدرَ حزن عميق لنا استمرارُ حملات الاضطهاد والعنف التي يتعرض لها المسيحيون في بعض مناطق الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

إن السلام يُبنى على أسس التضامن والعدالة واحترام الحقوق المشروعة للأفراد والشعوب، أضاف البابا، عندما تتمكن الدول المعنية من تقرير مصيرها بنفسها وعندما يسود الاحترام المبادل بين مختلف الجماعات العرقية والدينية. وفي ختام كلمته شكر الحبر الأعظم الكاثوليكوس آرام الأول على مجيئه إلى روما لزيارة ضريح القديس بولس الرسول تزامناً مع إحياء الذكرى الألفية الثانية لولادة رسول الأمم. وسأل البابا الله أن يمنح أبناء الكنيسة الأرمنية الرسولية الفرح والسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.