2008-11-23 16:23:18

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن عيد ربنا يسوع المسيح ملك الكون


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي كعادته ظهر كل أحد. قال البابا: تحتفل الكنيسة هذا الأحد ـ الأخير في السنة الليتورجية ـ بعيد ربنا يسوع المسيح ملك الكون. إن يسوع المسيح، وخلال آلامه، قال عن نفسه إنه ملك في حضرة بيلاطس البنطي. عندما سأله بيلاطس "أأنت ملك؟"، أجاب: "هو ما تقول فإني ملك". (يوحنا 18، 37) لكنه قال قبل ذلك "مملكتي ليست من هذا العالم" (يوحنا 18، 36). إن ملوكية المسيح ـ قال البابا ـ ليست إلا تجلياً لملوكية الله الآب، الذي يحكم بالمحبة والعدل. فقد أوكل الآب للابن مهمة وهي أن يهب البشر الحياة الأبدية من خلال محبته لهم حتى التضحية بالذات، وأعطى الابن في الوقت عينه سلطة الحكم عليهم وذلك مذ أن أصبح ابن الإنسان.

إنجيل هذا الأحد ـ مضى البابا يقول ـ يصور لنا ملوكية المسيح من خلال مثل الدينونة الأخيرة الذي يوجه لنا رسالة في غاية الأهمية، ألا وهي الحقيقة حول مصيرنا النهائي، والمعيار الذي سنُدان على أساسه. "جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وسجينا فجئتم إليّ". مملكة المسيح ليست من هذا العالم، لكن الرب يدفعنا على صنع الخير الذي زرعه الله في قلب الإنسان. وإذا قمنا بترجمة محبتنا بأعمال الخير تجاه القريب يملك المسيح وسطنا، أما إذا انشغل كل واحد منا في الاهتمام بشؤونه الخاصة فالعالم سيتجه نحو الهاوية، لا محالة.

يقول القديس بولس الرسول ـ تابع الحبر الأعظم ـ "ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً، بل برٌّ وسلام وفرح بالروح القدس" (رومة 14، 17). الرب يريد لنا الخير، ويرغب في رؤية أخوتنا الصغار يجلسون إلى المائدة التي أعدها لجميع أبنائه. ولهذا السبب ينبذ الله المرائين، إذ يقول "ليس من يقول لي "يا رب"، "يا رب" يدخل ملكوت السماوات ..." (متى 7، 21). فالله يستقبل في ملكوته الأبدي من يسعى جاهداً يوماً بعد يوم إلى العمل بمشيئته. ولهذا السبب تبقى مريم العذراء ـ أكثر الناس تواضعاً ـ أعظم البشر في عيني الرب، وتجلس ملكةً عن يمين المسيح الملك.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكّر البابا بأنه سيتم غداً في مدينة ناغازاكي اليابانية تطويب مائة وثمانية وثمانين شهيداً مسيحياً يابانياً سقطوا خلال النصف الأول من القرن السابع عشر. وأعرب للمناسبة عن قربه الروحي من الجماعة الكاثوليكية المحلية. كما أوكل الحبر الأعظم الشعب الكوبي إلى حماية خادم الله الأخ خوسيه أولالو فالديس الذي سيُطوّب يوم السبت القادم في كوبا. هذا ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.