2008-11-19 15:53:54

لقاء الأديان من أجل السلام في قبرص ورسالة بندكتس السادس عشر إلى أندريا ريكاردي وجماعة سانت إيجيديو


ننشر الرسالة التي وجهها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتونيه وباسم البابا بندكتس السادس عشر للأستاذ أندريا ريكاردي مؤسس جماعة سانت إيجيديو، لمناسبة انعقاد اللقاء العالمي بين الأديان في قبرص بعنوان: "حضارة السلام، أديان وثقافات في حوار".

يسعدني أن أنقل إليكم تحيات قداسة البابا بندكتس الـ16 لمناسبة انعقاد اللقاء العالمي للصلاة من أجل السلام، راجيا منكم أن تنقلوا هذه التحية الحارة إلى جميع المشاركين في الأعمال حول موضوع: "حضارة السلام، أديان وثقافات في حوار".

يأتي هذا اللقاء، الذي تنظمه جماعة سانت إيجيديو وكنيسة قبرص الأرثوذكسية والذي يلتقي خلاله في قلب المتوسط وعلى مدار ثلاثة أيام رؤساء دول من أوروبا وأفريقيا وأميركا الوسطى، بعد اثنين وعشرين عاما على اليوم العالمي التاريخي للصلاة من أجل السلام في أسيزي الذي دعا إليه خادم الله يوحنا بولس الثاني. وفي هذا الظرف المشهود، حث الحبر الأعظم الحبيب الحاضرين والعالم أجمع على عيش هذه المحطة الثمينة إلى جانب القديس فرنسيس سانحةً لإصغاء متبادل وفرصة لـ"طرد غشاوة الريبة وسوء التفاهم" وسؤلِ هبة السلام الثمينة من الله.

إن لقاءكم من دون شك تجربة غنية بالمشاركة التي بفضلها سيتمكن كل شخص من رؤية الحقيقة ومن اللقاء مع إخوته. علاوة على ذلك، فهو وقت معرفة حقيقية، فعلية ومتبادلة بالاختلافات، والمميزات، والعناصر المشتركة. ومن خلال الحوار والجهد الصادق فقط، يمكن دمج "هذا الكون اللغوي والمتعدد الوجوه" في الجوهرة الثمينة التي هي الخليقة المنوطة مسؤوليتها بالجميع ولخير الجميع.

وكيف لنا ألا نقتنع بثبات بأن السلام، وكما يذكر الأب الأقدس بندكتس السادس عشر، هو "هبة وواجب في آن معا: "هبة وواجب يتم قبولهما لأنهما ينبعان من حكمة الله المتعددة الأشكال، ولكن يجب المحافظة عليهما وجعلهما ينموان وينضجان كيما تتعلق الثمار التي يمكن أن تنتج عن هذا الزرع الثاني بمسؤوليتنا الشخصية وجهدنا الذي لا يعرف الكلل. وكتب قداسته في رسالة اليوم العالمي للسلام للسنة المنصرمة أن "المعيار الذي يجب أن تستلهم منه استجابة مماثلة لا يمكن أن يكون سوى احترام القواعد التي كتبها الله الخالق في قلب الإنسان" (رقم 3).

وفيما يرجو الحبر الأعظم أن يوفر لقاء الصلاة من أجل السلام للمشاركين إمكانية لقاء معمق ونمو مشترك، يؤكد على ذكركم في صلواته. كما يدعو إلى حمل شعلة السلام عاليا وإضرامها بأعمال يومية من المحبة والصداقة الأخوية ويمنح الجميع من كل قلبه بركته الرسولية الخاصة.

أعرب لكم بدوري عن تمنياتي القلبية بأن يحصد اللقاء العالمي نجاحا كبيرا، كما أغتنم الفرصة لأوجه تحياتي الخاصة إليكم وإلى جميع المشاركين.

(وكالة زينيت العالمية)

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.