2008-11-16 13:26:53

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


قال يسوع: "فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر، فدعا عبيده وسلم إليهم أمواله. فأعطى  أحدهم خمس وزنات والثاني وزنتين والآخر وزنة واحدة، كلاّ منهم على قدر طاقته، وسافر. فأسرع الذي أخذ الوزنات الخمس إلى المتاجرة بها فربح خمس وزنات. وكذلك الذي أخذ الوزنتين فربح وزنتين. وأما الذي أخذ الوزنة الواحدة، فإنه ذهب وحفر حفرة في الأرض ودفن مال سيده.

وبعد مدة طويلة، رجع سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فدنا الذي أخذ الوزنات الخمس، وأدى معها خمس وزنات وقال: "يا سيد، سلمت إليّ خمس وزنات، فإليك معها خمس وزنات ربحتها". فقال له سيده: "أحسنت أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينا على القليل، فسأقيمك على الكثير: أدخل نعيم سيدك". ثم دعا الذي أخذ الوزنتين فقال: "يا سيد، سلّمت إليّ وزنتين، فإليك معهما وزنتين ربحتما". فقال له سيده: "أحسنت أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينا على القليل، فسأقيمك على الكثير: أدخل نعيم سيدك".

ثم دنا الذي أخذ الوزنة الواحدة فقال: "يا سيد، عرفتك رجلا شديدا تحصد من حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم توزّع، فخفتُ وذهبت فدفنت وزنتك في الأرض، فإليك مالك". فأجابه سيده: "أيها العبد الكسلان الجبان! عرفتني أحصد من حيث لم أزرع وأجمع من حيث لم أوزّع، فكان عليك أن تضع مالي عند أصحاب المصارف، وكنتُ في عودتي أستردّ مالي مع الفائدة. فخذوا منه الوزنة وأعطوها الذي معه الوزنات العشر: لأن كل من كان له شيء، يعطى فيفيض. ومن ليس له شيء، ينتزع منه حتى الذي له. وذلك العبد الذي لا خير فيه، ألقوه في الظلمة البرانية. فهناك البكاء وصريف الأسنان".

(متى 25/ 14-30)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

إرادة الله

 

يحب الله كل من يحفظ وصاياه. يقول: "والذي يحبني أحبه أنا وأُظهر له ذاتي" (يو14/21). ليس ذاك الغني ولا ذاك الذي يملك الصحة، بل ذاك الذي "عنده وصاياي ويحفظها". ومن يُعرِض عنه الله؟ هو ذاك الذي لا يحفظ وصاياه. كل عمل هادف لخلاص النفوس، يُهاجَم منذ البداية. فعندما ولد المسيح، انفجر غضب هيرودس. وأنت إن أُهِّلتَ لتخدم الله أحيانا وبأي طريقة، ستحتمل كثيرا وستتألم كثيرا وستجابه الأخطار كثيرا. لا تتفاجأ أو تضطرب ولا تتساءل: "أنا أنفّذ مشيئة الله ويجب أن أمجَّد لأجل ذلك وأتكلل. لماذا أحتمل إذا؟" حينها تذكّر المسيح الذي اضطهد حتى الموت وأعلمنا مسبّقا: "إن كانوا اضطهدوني فسيضطهدونك أنتم أيضا" (يو15/20). لكنه أعطانا وعدا: "ولكن من يصبر إلى المنتهى فهذا يَخلُص" (متى10/22).








All the contents on this site are copyrighted ©.