2008-11-09 15:55:38

البابا يذكر بالاحتفال هذا الأحد بتكريس بازيليك القديس يوحنا اللاتيران "أم الكنائس" ويوجه نداء من أجل السلام في شمال كيفو


أطل البابا ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها مذكرا بالاحتفال هذا الأحد التاسع من شهر تشرين الثاني نوفمبر بتكريس بازيليك القديس يوحنا اللاتيران "أم الكنائس"، وقال إنها أول بازيليك تُبنى بعد أمر الإمبراطور قسطنطين الذي منح المسيحيين عام 313 حرية ممارسة ديانتهم، مشيرًا إلى أن البابا سليفسترس قد احتفل بتكريسها نحو عام 324. وتابع بندكتس السادس عشر أن كلمة الله تذكّرنا هذا الأحد بحقيقة جوهرية: فهيكل الحجارة هو رمز الكنيسة الحية، الجماعة المسيحية التي قال الرسولان بطرس وبولس في رسائلهما إنها "بناء روحي"، بناه الله "بالحجارة الحية" أي المسيحيين، وحجر الزاوية هو يسوع المسيح. وذكّر الأب الأقدس بعدها بما قاله القديس بولس في رسالته الأولى لأهل قورنتس: "أنتم بنيان الله" "لأن هيكل الله مقدس، وهذا الهيكل هو أنتم"، وأضاف قائلا: إن جمال الكنائس المخصصة لتسبيح الله يدعونا نحن أيضًا الكائنات البشرية الخاطئة إلى تشكيل بناء منظّم باتحاد وثيق مع يسوع، ويبلغ ذلك ذروته في الإفخارستيا عندما تتحد الكنيسة، جماعة المعمدين، للإصغاء إلى كلمة الله والإغتذاء من جسد المسيح ودمه، فتُبنى كنيسة الحجارة الحية في الحقيقة والمحبة وتتحول داخليًا بواسطة الروح القدس ممتثلة أكثر فأكثر بربها يسوع المسيح، وإذ تعيش في الوحدة الحقيقية والأخوية، تُصبح بناء روحيا مرضيا للرب. وختم البابا كلمته بالقول إن من واجب كل جماعة أيضًا الاعتناء بالأبنية المقدسة التي تشكل إرثا دينيا وتاريخيًا ثمينا.

وبعد أن تلا الأب الأقدس صلاة التبشير الملائكي توجه بكلمة للمؤمنين ذكّر فيها بمرور سبعين عاما على الحادثة الأليمة التي وقعت ليل التاسع العاشر من نوفمبر تشرين الثاني من عام 1938 حينما ثار في ألمانيا غضب النازية على اليهود، وتم تدمير متاجرهم ومكاتبهم ومساكنهم ومعابدهم وقتل العديد من الأشخاص ليبدأ اضطهاد عنيف لليهود الألمان انتهى بالمحرقة. واليوم أيضًا ـ تابع البابا ـ أشعر بالألم مما حصل في ذاك الظرف المأساوي، وينبغي أن تساعد ذكراه كيلا تتكرر أبدا أهوال مماثلة ويتم الالتزام على كل الأصعدة ضد كل شكل من أشكال مناهضة السامية والتمييز، مربين الأجيال الجديدة بنوع خاص على الاحترام والقبول المتبادلين. ودعا بندكتس السادس عشر إلى الصلاة من أجل ضحايا تلك الفترة والإتحاد معه لإظهار تضامن عميق مع العالم اليهودي.

وتابع الأب الأقدس كلمته متوقفًا عند الأنباء المقلقة الواردة من منطقة شمال ـ كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية حيث الصدامات المسلحة سببت ولا تزال تسبب سقوط ضحايا كثيرين وسط المدنيين الأبرياء، وأشار أيضًا إلى أن أعمال التدمير والسرقة والعنف المتعدد الأشكال دفعت بعشرات آلاف الأشخاص لترك القليل الذي كان معهم من أجل البقاء على قيد الحياة، في ما بلغ عدد اللاجئين أكثر من مليون وخمسمائة ألف. كما وعبّر البابا عن قربه منهم وشجع كل الذين يعملون للتخفيف من آلامهم، خاصا بالذكر العاملين الراعويين في الكنيسة المحلية، وقدّم تعازيه الحارة للعائلات التي فقدت أحباءها ووجه نداء حارا كي يتعاون الجميع لإعادة السلام إلى هذه الأرض المعذّبة منذ فترة طويلة، ذلك في احترام الشرعية ولاسيما كرامة كل إنسان.

كما تطرق البابا في كلمته إلى احتفال إيطاليا هذا الأحد "بيوم الشكران" تحت عنوان "كنتُ جائعًا فأطعمتموني"، وقال: أضم صوتي إلى صوت الأساقفة الإيطاليين الذين لفتوا الانتباه ـ وانطلاقًا من كلمات يسوع ـ إلى خطورة مشكلة الجوع التي أصبحت أكثر مأساوية بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية. وأضاف الأب الأقدس: أرفع الصلاة من أجل عالم الزراعة، لاسيما صغار المزارعين في الدول الفقيرة، وأشجعُ وأبارك جميع من يعمل كيلا يفتقر أحد لغذاء صحي ملائم: فمن يساعد الفقير يساعد المسيح نفسه.








All the contents on this site are copyrighted ©.