2008-11-08 14:50:25

مركز الواحة الدولي يرحب بالاجتماع الأول للندوة الكاثوليكية ـ الإسلامية. لمحة عن أبرز ما جاء في البيان الختامي


رحب مركز الواحة الدولي بالاجتماع الأول للندوة الكاثوليكية ـ الإسلامية الذي عُقد في روما من الرابع وحتى السادس من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، واعتبر أن المبادرة الحوارية تندرج في إطار سلسلة من اللقاءات التي شاءها الكرسي الرسولي لتعزيز الحوار مع المسلمين بدءاً من إعلان "في عصرنا" الصادر عن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني والذي شكل مرجعية للحوار الديني مع المسلمين.

وذّكر مركز الواحة بالزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني إلى المسجد الأموي في دمشق في العام 2001 وبوقفة البابا بندكتس السادس عشر في المسجد الأزرق باسطنبول، خلال زيارته الرسولية لتركيا لسنتين خلتا، وكان لهاتين الواقعتين تأثيرهما الإيجابي على العلاقات مع المسلمين.

وأعرب مركز الواحدة الدولي عن ارتياحه الكبير للاجتماع للأول للندوة الكاثوليكية ـ الإسلامية، لاسيما وأنه جمع مسلمين قادمين من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس الطابع الشمولي للحوار. وأضاف أن جلسات الحوار اتخذت بعداً دينياً، لا بل لاهوتياً صرفاً، ولم تأخذ المناقشات في الاعتبار العلاقات الدبلوماسية للكرسي الرسولي مع الدول الإسلامية. وأشاد المركز بالتزام المسلمين في الحفاظ على التنوعية المذهبية في المناطق ذات الأغلبية الإسلامية، لاسيما في الشرق الأوسط مهد الديانات التوحيدية الثلاث، وحيث تحمل الظروف الصعبة أعداداً كبيرة من المسيحيين على الهجرة.

 

البيان الختامي للمشاركين في الاجتماع الأول للندوة الكاثوليكية ـ الإسلامية

وكان المشاركون في الاجتماع الأول للندوة الكاثوليكية ـ الإسلامية قد أصدروا بياناً ختامياً في نهاية الأعمال أكدوا فيه أن المناقشات جرت "في جو من المحبة والتعايش حول موضوعين هامين وهما: الأسس اللاهوتية والروحية، وكرامة الإنسان والاحترام المتبادل. وفيما شدد المسيحيون على كون الله "محبة" (1 يو 4 – 16)، يحبنا أولاً ويجعلنا قادرين على مبادلته هذه المحبة، وأنه لا يمكن فصل محبة القريب عن محبة الله، أكد المسلمون أن المحبة هي قوة فائقة سرمدية ترشد وتحول احترام الإنسان المتبادل. وأن هذه المحبة الرؤوفة هي عظيمة جداً لدرجة أن الله قد تدخل لإرشاد وخلاص البشرية بشكل كامل عدة مرات في العديد من الأماكن، بإرسال أنبياء وكتب مقدسة.

وأكد البيان الختامي أن الحياة البشرية هي هبة ثمينة منحها الله لكل إنسان. لذلك، يجب الحفاظ عليها واحترامها في جميع مراحلها، وسطر ضرورة احترام كرامة الإنسان، وضمان حصول الرجل والمرأة على قاعدة المساواة في الكرامة والاحترام. وتقتضي محبة القريب الحقيقية ـ تابع البيان ـ احترام الشخص وخياراته في مسائل العقل والدين، لاسيما حق الأفراد والجماعات في ممارسة شعائرهم الدينية سراً وعلانية، مع الإشارة إلى حق الأقليات الدينية بأن يتم احترامها بقناعاتها وشعائرها الدينية الخاصة بها.

وأقر البيان الختامي بأن خلْق الله في تنوع ثقافاته وحضاراته ولغاته وشعوبه يشكل مصدر ثروة، لذلك يجب ألا يصبح أبداً سبب توتر وصراع، وأشار إلى أن الكاثوليك والمسلمين مدعوون لأن يكونوا أدوات محبة وتناغم بين المؤمنين، ومن أجل البشرية جمعاء، بنبذ القمع، والعنف والإرهاب المرتكب باسم الدين، ودعم مبدأ العدالة للجميع. كما تم الاتفاق على النظر في إمكانية تشكيل لجنة كاثوليكية ـ إسلامية دائمة تعنى بتنسيق الردود على الصراعات وحالات الطوارئ الأخرى. وأمل المشاركون في عقد الاجتماع الثاني للندوة الكاثوليكية ـ الإسلامية بعد حوالي سنتين في بلد ذات أكثرية مسلمة يُحدد في وقت لاحق.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.