2008-11-03 16:42:06

عظة البابا في قداس لراحة نفوس الكرادلة والأساقفة المتوفين خلال العام الجاري


تقليد بات يسري كل عام في ذكرى الموتى المؤمنين، إذ احتفل البابا بندكتس الـ16 بالقداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لراحة نفوس الكرادلة والأساقفة الذي غادروا هذه الفانية خلال العام 2008 وألقى عظة تركزت حول الحياة الأبدية التي وعد بها الرب يسوع المسيح لأحبائه.

في بداية كلمته، عدد الحبر الأعظم بنوع خاص الكرادلة الراحلين وهم ستيفن فوميو هاماو، ألفونس ماريا شتيكلِر، ألويسوس لورشايدر، بيتر بوريكو ديري، أدولفو أنطونيو سواريز ريفيرا، إرنستو كوريبيو أهومادا، ألفونسو لوبيز تروخيللو، برناردين غانتين، أنطونيو إينّوشينتي وأنطونيو خوسيه غونزاليس زوماراغا، سائلا الله لهم الراحة الأبدية.

قال البابا إن موت شخص عزيز علينا يدعونا كيلا نحيا حياتنا بشكل سيء بل أن نسعى بشوق وحماسة إلى كمال وملء الحياة الآتية، مسطرا أن العالم يكرّم ويقدّر الحكماء والعظماء بينما يفضل الله الصغار والبسطاء، وأضاف أن الحياة الحقة والأبدية تبدأ من هذا العالم واضطراباته وآلامه وتقلّبِ تاريخه، إنها تبدأ حينما تنفتح قلوبنا على سر الله فيحلّ وسطنا.

إن الله هو الحكمة الحقة التي لا تشيخ والغنى الحقيقي الذي لا يزول والسعادة التي يصبو إليها قلب كل إنسان. وتجد هذه الحكمة كمال تحقيقها في الكتب المقدسة وفي تعاليم يسوع المسيح خصوصا. ويسقط قناع كل كبرياء بشري أمام الموت ويبرز ما له قيمة فعلية.

وقال البابا إن كلمة الحياة والرجاء التي سمعناها لتشكل خالص التعزية أمام سر الموت وحين نفقد أعزاء لنا بنوع خاص، كما تمنى أن يقود الرب الراقدين على رجاء القيامة من الموت إلى الحياة لأنهم اختاروا المسيح وحملوا نيره الطيب وتكرسوا لخدمة القريب، مضيفا أن الأمانة للمسيح أتاحت لهم الدخول إلى حرية أبناء الله.

وإذ سطر ضرورة أن نتصور الراحلين من هذا العالم وهم يجلسون صحبة القديسين وأولياء الله بعد أن تحملوا عذاب الدنيا وشقاءها بهدف اللقاء المغبوط في السماء، سأل الأب الأقدس الاتحاد معه للصلاة من أجلهم كي يغمرهم الله بمحبته ويشملهم برحمته بطلبات السيدة العذراء والدة الإله فيلاقوا نار الحب الذي سيطهّر عاجلا ذنوبهم وينقي نقائصهم ويحولها تسبيحا لعظمته.

تجدر الإشارة إلى أن تذكار جميع الموتى قد بدأ الاحتفال به في العام 898 ميلادي ويقع في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر من كل عام وتتلى فيه صلوات خاصة لراحة نفوس الموتى المؤمنين الذين لم يتطهروا بعدُ من الخطايا العرضية أو لم يكفروا بعدُ عن ذنوب ماضيهم فلا يستطيعون بلوغ كمال رؤية الله. كما أن تذكار الموتى المؤمنين عيد رسمي في الكنيسة الكاثوليكية وتقام فيه ثلاثة قداديس: واحد على نية الكاهن المحتفل وواحد لراحة نفوس الموتى وآخر على نية الحبر الأعظم.








All the contents on this site are copyrighted ©.